قيمة الإيمان في حياة الإنسان ..
إنه المرتقى الذي تصل فيه الفطرة القويمة إلى غاية كمالها .. إنه الحبل الممدود بين الفطرة و بارئها .. إنه النور الذي يكشف لها مواقع خطاها في المرتقى الصاعد إلى حياة الخالدين المكرمين . |
إن التلطف في دعوة الناس إلى الله ينبغي إن يكون في الأسلوب الذي يبلغ به الداعية ، لا في الحقيقة التي يبلغهم إياها ..
إن الحقيقة يجب أن تبلغ إليهم كاملة . أما الأسلوب فيتبع المقتضيات القائمة ، و يرتكز على قاعدة الحكمة و الموعظة الحسنة . |
إنه ليس أشنع من خيانة المستأمن ..
و ليس أبشع من تفريط المستحفظ .. و ليس أخس من تدليس المستشهد .. |
إنّهُ اللطيف، يغلق عنك بابًا ويفتح لك أبوابًا أخرى أكثر سِعَة، ويأخذ منك من جهة ويعطيك من جهات أخرى أكثر وفرة وغِنَى، ويبعد عنك أشخاص أو أشياء ظننتها في صالحك ويُقرِب مايليق بك ويرتقي بك أكثر من الأولى، هو الذي يدبر أمرك بحكمته، ويكفيك قوله سُبحانه: (وَهُو معَكم أينَما كُنتُم)".
|
إن الإيمان أمانة الله في الأرض ..
لا يحملها إلا من هم لها أهل ، و فيهم على حملها قدرة .. و في قلوبهم تجرد لها و إخلاص .. و إلا الذين يؤثرونها على الراحة و الدعة ، و على الأمن و السلامة ، و على المتاع و الإغراء . و إنها لأمانة الخلافة في الأرض . |
وإذا نظرتَ إلى السماءِ مُناجِياً
ورجوتَ ربّكَ أن يُحقّقَ مأملَكْ فرأيتَ ما لا ترتجيهِ مع الدُّعا وظننتَ أنّ الحُزن أطفأ مِشعلَكْ لا تجزَعنّ من الحياةِ وضيقها حاشاهُ رحمنَ السما أن يخذُلكْ ولو اطّلعتَ على الغيوبِ ولُطفِها لعلِمتَ أنّ الخيرَ فيمَ اختار لكْ |
إن العبادة و الذكر عنصر أساسي في منهج هذا الدين .
و تغيير الواقع الجاهلي إلى واقع رباني يحتاج إلى جهد طويل ، و إلى صبر عميق .. و طاقة صاحب الدعوة محدودة ، و لا قبل له بمواجهة هذه المشقة دون زاد يستمده من ربه .. إنما هي العبادة لله و الاستمداد منه هي الزاد ، و هي السند ، و هي العون في الطريق الشاق الطويل . إن الكلمة لا تعطي مدلولها الحقيقي : إلا للقلب المفتوح لها .. و العقل الذي يستشرفها و يتقبلها . |
و ليست الحياة لهوا و لعبا .
و ليست الحياة أكلا كما تأكل الأنعام و متاعا . و ليست الحياة سلامة ذليلة ، و راحة بليدة و رضى بالسلم الرخيصة .. إنما الحياة هي هذه : كفاح في سبيل الحق ، و جهاد في سبيل الخير ، و انتصار لإعلاء كلمة الله ، أو استشهاد في سبيل الله .. ثم الجنة و الرضوان . |
و القلب الذي يحس أن يد الله – سبحانه – تقود خطاه ، و تهديه السبيل ..
هو قلب موصول بالله لا يخطئ الشعور بوجوده – سبحانه – و ألوهيته القاهرة المسيطرة .. و هو شعور لا مجال معه للتردد في المضي في الطريق ، أيا كانت العقبات في الطريق ، و أيا كانت قوى الطاغوت التي تتربص في هذا الطريق . |
و ما من مؤمن ذاق طعم الإيمان ، إلا و ذاق معه حلاوة الوعد ، و صدق العهد .
و من أوفى بعهد من الله ؟ و من اصدق من الله حديثا ؟ . |
الساعة الآن 02:14 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.