إن حياة المسلم حياة كبيرة ....
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .=========================================== إن حياة المسلم حياة كبيرة . لأنها منوطة بوظيفة ضخمة ، ذات ارتباط بهذا الوجود الكبير ، و ذات أثر في حياة هذا الوجود الكبير . و هي أعز و أنفس من أن يقضيها في عبث و لهو و خوض و لعب . و كثير من اهتمامات الناس في الأرض يبدو عبثاً و لهواً و لعباً حين يقاس إلى اهتمامات المسلم الناشئة من تصوره لتلك الوظيفة الضخمة المرتبطة بحقيقة الوجود . ======== و ويل لأولئك الخائضين اللاعبين : { يوم يدعون إلى نار جهنم دعّاً } . و هو مشهد عنيف . الدفع في الظهور . و هي حركة غليظة تليق بالخائضين اللاعبين ، الذين لا يجدّون و لا ينتبهون إلى ما يجري حولهم من الأمور . فيساقون سوقاً و يدفعون في ظهورهم دفعاً . ======== حتى إذا وصل بهم الدفع و الدع إلى حافة النار قيل لهم : { هذه النار التي كنتم بها تكذبون }. و بينما هم في هذا الكرب ، بين الدع و النار التي توجههم على غير إرادة منهم . يجيئهم الترذيل و التأنيب و التلميح إلى ما سبق منهم من التكذيب : { أفسحر هذا ؟ أم أنتم لا تبصرون ؟ } . فقد كانوا يقولون عن القرآن : إنه سحر . فهل هذه النار التي يرونها كذلك سحر ؟ أم إنه الحق الهائل الرعيب ؟ أم إنهم لا يبصرون هذه النار كما كانوا لا يبصرون الحق في القرآن الكريم . ======== و حين ينتهي هذا التأنيب الساخر المرير يعاجلهم بالتيئيس البئيس : { اصلوها . فاصبروا أو لا تصبروا . سواء عليكم . إنما تجزون ما كنتم تعملون } . و ليس أقسى على منكوب بمثل هذه النكبة . من أن يعلم أن الصبر و عدم الصبر سواء . فالعذب واقع ما له من دافع ، و ألمه واحد مع الصبر و مع الجزع . و البقاء فيه مقرر سواء صبر عليه أم هلع .. و العلة إنه جزاء على ما كان من عمل . فهو جزاء له سببه الواقع فلا تغيير فيه و لا تبديل . |
الساعة الآن 03:06 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.