منتديات أعز الناس

منتديات أعز الناس (https://www.a3zz.net/index.php)
-   نفحات إسلامية (https://www.a3zz.net/forumdisplay.php?f=147)
-   -   هذا هو القرآن ... يتبع . (https://www.a3zz.net/showthread.php?t=15286)

ناصح أمين 10-30-2019 09:58 AM

هذا هو القرآن ... يتبع .
 
بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم

المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه أجمعين


= 1 =

القرآن كتاب دعوة.
ودستور نظام، ومنهج حياة، لا كتاب رواية ولا تسلية ولا تاريخ.

والقرآن يصدق في عمومه ما سبقه من الكتب السماوية،

فأساس دين الله واحد في جميع الكتب السماوية وجميع الديانات الإلهية.
فهو هدى وبشرى للقلوب المؤمنة.


إن نصوص القرآن لتسكب في قلب المؤمن من الإيناس، وتفتح
له من أبواب المعرفة.

= 2 =

القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي، ورائدها الناصح، وأنه هو مدرستها

التي تلقت فيها دروس حياتها ..

وأن الله – سبحانه – كان يربي به الجماعة المسلمة الأولى التي قسم لها

إقامة منهجه الرباني في الأرض ..

و أنه – تعالى – أراد بهذا القرآن أن يكون هو الرائد الحي الباقي بعد

وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم لقيادة أجيال هذه الأمة وتربيتها
وإعدادها لدور القيادة الراشدة الذي وعدها به.

= 3 =

إن هذا القرآن ليس مجرد كلام يتلى .. ولكنه دستور شامل ..

دستور للتربية، كما أنه دستور للحياة العملية ..

ومن ثم فقد تضمن عرض تجارب البشرية بصورة موحية على الجماعة

المسلمة التي جاء لينشئها ويربيها ..

وتضمن بصفة خاصة تجارب الدعوة الإيمانية في الأرض من لدن

آدم عليه السلام وقدمها زادا للأمة المسلمة في جميع أجيالها.

تجاربها في الأنفس، وتجاربها في واقع الحياة. كي تكون الأمة المسلمة على

بينة من طريقها وهي تتزود لها بذلك الزاد الضخم وذلك الرصيد المتنوع.

ناصح أمين 10-31-2019 10:11 AM

= 4 =

فهو كائن حي متحرك.

ونحن نراه في ظل الوقائع يتحرك ويعمل في وسط الجماعة المسلمة،

ويواجه حالات واقعة فيدفع هذه ويقر هذه، ويدفع الجماعة
المسلمة ويوجهها.

فهو في عمل دائب، وفي حركة دائبة ..

إنه في ميدان المعركة وفي ميدان الحياة وهو العنصر المحرك الموجه في الميدان.

= 5 =

هو كتاب هذه الدعوة.

هو روحها وباعثها.

وهو قوامها وكيانها.

وهو حارسها وراعيها.

وهو بيانها وترجمانها.

وهو دستورها ومنهجها.

وهو حادي الطريق وهادي السبيل على توالي القرون.

ذلك أنه خطاب الله الأخير لهذا الإنسان في جميع العصور.

وهو في النهاية المرجع الذي تستمد منه الدعوة – كما يستمد منه الدعاة –
وسائل العمل، ومناهج الحركة ، وزاد الطريق.

ناصح أمين 11-04-2019 10:30 AM

= 6 =

نزل هذا القرآن الكريم على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم لينشئ

به أمة، وليقيم به دولة، ولينظم به مجتمعاً، وليربي به ضمائر
وأخلاقاً وعقولاً ..

وليحدد به روابط ذلك المجتمع، فيما بينه، وروابط تلك الدولة مع سائر

الدول، وعلاقات تلك الأمة بشتى الأمم ..

وليربط ذلك كله برباط قوي واحد يجمع متفرقه، ويؤلف أجزاءه، ويشدها

كلها إلى مصدر واحد وإلى سلطان واحد وإلى جهة واحدة ..
وذلك هو الدين.

كما هو في حقيقة عند الله، وكما عرفه المسلمون. أيام أن كانوا مسلمين.

= 7 =

إن هذا القرآن هو معلم هذه الأمة ومرشدها ورائدها وحادي طريقها

على طول الطريق.

وهو يكشف لها عن حال أعدائها معها، وعن جبلتهم وعن تاريخهم

مع هدى الله كله.

ولو ظلت هذه الأمة تستشير قرآنها وتسمع توجيهاته، وتقيم قواعده

وتشريعاته في حياتها ما استطاع أعداؤها أن ينالوا منها في يوم من الأيام.

ولكنها حين نقضت ميثاقها مع ربها، وحين اتخذت القرآن مهجورا – وإن

كانت ما تزال تتخذ منه ترانيم مطربة وتعاويذ ورقي وأدعية –
أصابها ما أصابها.

= 8 =

إن هذا القرآن لم يأت لمواجهة موقف تاريخي، إنما جاء منهجاً مطلقاً

خارجاً عن قيود الزمان والمكان.

منهجاً تتخذه الجماعة المسلمة حيثما كانت في مثل الموقف الذي

تنزل فيه هذا القرآن.

وهي اليوم في مثل هذا الموقف تماما، وقد استدار الزمان كهيئته يوم

جاء هذا القرآن لينشئ الإسلام في الأرض إنشاء.

فليكن اليقين الجازم بحقيقة هذا الدين.

والشعور الواضح بحقيقة قدرة الله وقهره.

والمفاصلة الحاسمة مع الباطل وأهله ..

لتكن هذه عدة الجماعة المسلمة ..

والله خير حافظاً و هو أرحم الراحمين.

محمدبن عبدالعزيز 11-05-2019 05:51 AM

جزاك الله خير على هذا الموضوع
ولك سلامي

ناصح أمين 11-06-2019 10:07 AM

======== 09 ========

و نزل القرآن ليبث الوعي اللازم للمسلم في المعركة التي يخوضها بعقيدته ، لتحقيق منهجه الجديد في واقع الحياة .

و لينشئ في ضمير المسلم تلك المفاصلة الكاملة بينه و بين كل من لا ينتمي إلى الجماعة المسلمة و لا يقف تحت رايتها الخاصة .

المفاصلة التي لا تنهي السماحة الخلقية .

فهذه صفة المسلم دائما .

و لكنها تنهي الولاء الذي لا يكون في قلب المسلم إلا لله و رسوله – صلى الله عليه و سلم – و الذين آمنوا .

======== 10 ========

و القرآن يهدي إلى الرشد بما ينشئه في القلب من تفتح و حساسية ، و إدراك و معرفة ، و اتصال بمصدر النور و الهدى و اتساق مع النواميس الإلهية الكبرى .

كما يهدي إلى الرشد بمنهجه التنظيمي للحياة و تصريفها .

هذا المنهج الذي لم تبلغ البشرية في تاريخها كله ، في ظل حضارة من الحضارات ، أو نظام من الأنظمة ، ما بلغته في ظله أفرادا و جماعات ، أخلاقا فردية و معاملات اجتماعية .. على السواء .

ناصح أمين 11-07-2019 10:12 AM

======== 11 ========

القرآن منهج حياة كامل .

منهج ملحوظ فيه نواميس الفطرة التي تصرف النفس البشرية في كل أطوارها و أحوالها ..

و التي تصرف الجماعات الإنسانية في كل ظروفها و أطوارها .

و من ثم فهو يعالج النفس المفردة ، و يعالج الجماعة المتشابكة بالقوانين الملائمة للفطرة المتغلغلة في وشائجها و دروبها و منحنياتها الكثيرة .

يعالجها علاجا متكاملا متناسق الخطوات في كل جانب ، في الوقت الواحد ، فلا يغيب عن حسابه احتمال من الاحتمالات الكثيرة ، و لا ملابسة من الملابسات المتعارضة في حياة الفرد و حياة الجماعة .

======== 12 ========

لقد جاء هذا القرآن ليربي أمة ، و يقيم لها نظاما ..

فتحمله هذه الأمة إلى مشارق الأرض و مغاربها ..

و تعلم به البشرية هذا النظام وفق المنهج الكامل المتكامل .

و من ثم فقد جاء هذا القرآن مفرقا وفق الحاجات الواقعية لتلك الأمة ، و وفق الملابسات التي صاحبت فترة التربية الأولى .

و التربية الزمان الطويل ، و بالتجربة العملية في الزمن الطويل

جاء ليكون منهجا عمليا يتحقق جزءا جزءا في مرحلة الإعداد ، لا فقها نظريا و لا فكرة تجريدية تعرض للقراءة و الاستمتاع الذهني .

ناصح أمين 11-10-2019 10:00 AM



======== 13 ========

إن القرآن ليس كتاب نظريات علمية ، و لم يجئ ليكون علما تجريبيا كذلك .

إنما هو منهج للحياة كلها .

منهج لتقويم العقل ليعمل و ينطلق في حدوده .

و لتقويم المجتمع ليسمح للعقل بالعمل و الانطلاق .

دون أن يدخل في جزئيات و تفصيليات علمية بحتة .

فهذا متروك للعقل بعد تقويمه و إطلاق سراحه .

======== 14 ========

لقد كان القرآن ينشئ قلوبا يعدها لحمل الأمانة .

و هذه القلوب كان يجب أن تكون من الصلابة و القوة و التجرد بحيث لا تتطلع – و هي تبذل كل شيء و تحتمل كل شيء – إلى شيء في هذه الأرض .

و لا تنتظر إلا الآخرة .

و لا ترجو إلا رضوان الله .

قلوبا مستعدة لقطع رحلة الأرض كلها في نصب و شقاء و حرمان و عذاب و تضحية و احتمال ، بلا جزاء في هذه الأرض قريب .

و لو كان هذا الجزاء هو انتصار الدعوة و غلبة الإسلام و ظهور المسلمين .

ناصح أمين 11-11-2019 09:59 AM

======== 15 ========

إن هذا القرآن جميل . و موح .

و فيه من اللمسات و الموحيات ما يصل القلب البشري بالوجود الجميل ، و ببارئ الوجود الجميل .

و يسكب فيه حقيقة الكون الكبيرة الموحية بحقيقة خالقه العظيم

======== 16 ========

و لقد جاء القرآن بمنهاج كامل شامل للحياة كلها .

و جاء في الوقت ذاته بمنهاج للتربية يوافق الفطرة البشرية عن علم بها من خالقها .

فجاء لذلك منجما وفق الحاجات الحية للجماعة المسلمة ، و هي في طريق نشأتها و نموها ، و وفق استعدادها الذي ينمو يوما بعد يوم في ظل المنهج التربوي الإلهي الدقيق .

جاء ليكون منهج تربية و منهاج حياة لا ليكون كتاب ثقافة يقرأ لمجرد اللذة أو لمجرد المعرفة .

جاء لينفذ حرفا حرفا و كلمة كلمة ، و تكليفا تكليفا .

جاء لتكون آياته هي الأوامر اليومية التي يتلقاها المسلمون في حينها ليعملوا بها فور تلقيها كما يتلقى الجندي في ثكنته أو في الميدان الأمر اليومي مع التأثر و الفهم و الرغبة في التنفيذ و مع الانطباع و التكيف وفق ما يتلقاه .

ناصح أمين 11-12-2019 09:58 AM

======== 17 ========

و القرآن يوجه القلوب و العقول دائما إلى مشاهد هذا الكون ، و يربط بينها و بين العقول و القلوب .

و يوقظ المشاعر لاستقبالها بحس جديد متفتح ، يتلقى الأصداء و الأضواء ، و ينفعل بها و يستجيب ، و يسير في هذا الكون ليلتقط الآيات المبثوثة في تضاعيفه ، المنثورة في أرجائه ، المعروضة في صفحاته ..

و يرى فيها يد الصانع المدبر ، ويستشعر آثار هذه اليد في كل ما تقع عليه عينه ، و كل ما يلمسه حسه ، و كل ما يلتقطه سمعه ..

و يتخذ من هذا كله مادة للتدبر و التفكر ، و الاتصال بالله عن طريق الاتصال بما صنعت يداه .

======== 18 ========

و هو طرف في استحياء الكون دائما في ضمائرنا ، و في إحياء شعورنا بالكون من حولنا ..

و في تحريك خوامد إحساسنا التي أفقدها طول الألفة إيقاع المشاهد الكونية العجيبة .

و طرف من ربط العقول و القلوب بهذا الكون الهائل العجيب .

ناصح أمين 11-14-2019 09:44 AM

======== 19 ========

و إن في هذا القرآن من القوة و السلطان ، و التأثير العميق ، و الجاذبية التي لا تقاوم ..

ما كان يهز قلوب الكفار هزا ..

و يزلزل أرواحهم زلزالا شديدا ..

فياغلبون أثره بكل وسيلة فلا يستطيعون إلى ذلك سبيلا .

و لقد كان كبراء قريش يقولون للجماهير :

{ لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون } .

======== 20 ========

لقد شاء الله أن يجعل هذا القرآن هو معجزة هذه الرسالة – و لم يشاء أن ينزل آية قاهرة مادية تلوي الأعناق و تخضعها و تضطرها إلى التسليم –

ذلك أن هذه الرسالة الأخيرة رسالة مفتوحة للأمم كلها ، و للأجيال كلها ..

و ليست رسالة مغلقة على أهل زمان أو على أهل مكان .

فناسب أن تكون معجزتها مفتوحة كذلك للبعيد و القريب لكل أمة و لكل جيل .


الساعة الآن 03:19 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! ©, Soft
.