منتديات أعز الناس

منتديات أعز الناس (https://www.a3zz.net/index.php)
-   نفحات إسلامية (https://www.a3zz.net/forumdisplay.php?f=147)
-   -   القرآن : كتاب الله المقروء (https://www.a3zz.net/showthread.php?t=15382)

ناصح أمين 04-14-2020 08:10 AM

القرآن : كتاب الله المقروء
 
بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم

المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .


===================================

======== ستظل هنالك فجوة عميقة بيننا و بين القرآن ما لم نتمثل في حسنا ، و نستحضر في تصورنا أن هذا القرآن خوطبت به أمة حية ، ذات وجود حقيقي ..

و وجهت به أحداث واقعية في حياة هذه الأمة ..

و وجهت به حياة إنسانية حقيقية في هذه الأرض ..

و أديرت به معركة ضخمة في داخل النفس البشرية و في رقعة من الأرض كذلك . معركة تموج بالتطورات و الانفعالات و الاستجابات .



======== و سيظل هنالك حاجز سميك بين قلوبنا و بين القرآن ، طالما نحن نتلوه أو نسمعه كأنه مجرد تراتيل تعبدية مهوّمة ، لا علاقة لها بواقعيات الحياة البشرية التي تواجه هذا الخلق المسمى بالإنسان ، و التي تواجه هذه الأمة المسماة بالمسلمين .

بينما هذه الآيات نزلت لتواجه نفوسا و وقائع و أحداثا حية ، ذات كينونة واقعية حية .



======== و معجزة القرآن البارزة تكمن في أنه نزل لمواجهة واقع معين في حياة أمة معينة ، في فترة من فترات التاريخ محددة ، و خاض بهذه الأمة معركة كبرى حولت تاريخها و تاريخ البشرية كله معها ..

و لكنه – مع هذا – يعايش و يواجه و يملك أن يوجه الحياة الحاضرة ، و كأنما هو يتنزل اللحظة لمواجهة الجماعة المسلمة في شؤونها الجارية ، و في صراعها الراهن مع الجاهلية من حولها ..

و في معركتها كذلك في داخل النفس ، و في عالم الضمير بنفس الحيوية ، و نفس الواقعية التي كانت له هناك يومذاك .



======== و لكي نحصل نحن من القرآن على قوته الفاعلة و ندرك حقيقة ما فيه من الحيوية الكامنة ، و نتلقى منه التوجيه المدخر للجماعة المسلمة في كل جيل ..

ينبغي أن نستحضر في تصورنا كينونة الجماعة المسامة الأولى التي خطبت بهذا القرآن أول مرة ..

كينونتها و هي تتحرك في واقع الحياة ، و تتعامل مع أعدائها و أصدقائها ، و تتصارع مع شهواتها و أهوائها .



======== أجل .. يجب أن نعيش مع تلك الجماعة الأولى ، و نتمثلها في بشريتها الحقيقية ، و في حياتها الواقعية ..

و نتأمل قيادة القرآن لها قيادة مباشرة في شؤونها اليومية و في أهدافها الكلية على السواء ..

و نرى كيف يأخذ القرآن بيدها خطوة خطوة ، و هي تعثر و تنهض ، و تحيد و تستقيم ، و تضعف و تقاوم ، و تتألم و تحتمل .

و ترقى الدرج الصاعد في بطء و مشقة ، و في صبر و مجاهدة تتجلى فيها كل خصائص الإنسان ، و كل ضعف الإنسان ، و كل طاقات الإنسان .



======== و من ثم نشعر أننا نحن أيضا مخاطبون بهذا القرآن في مثل ما خطبت به الجماعة الأولى .

و أن بشريتنا التي نراها و نعرفها و نحسها بكل خصائصها تملك الاستجابة للقرآن ، و الانتفاع بقيادته في ذات الطريق .

و سنحس أنه معنا اليوم و غدا ، و أنه ليس مجرد تراتيل تعبدية مهوّمة بعيدة عن واقعنا المحدد ، كما أنه ليس تاريخا مضى و انقضى و بطلت فاعليته و تفاعله مع الحياة البشرية .

إن القرآن حقيقة ذات كينونة مستمرة كهذا الكون ذاته .

الكون كتاب الله المنظور .

و القرآن كتاب الله المقروء .

و كلاهما شهادة و دليل على صاحبه المبدع .

سارة أحمد 05-31-2020 06:05 AM

جزاك الله خيراً


الساعة الآن 11:27 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! ©, Soft
.