و شتان بين حياة و حياة ....
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم - المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .================================== ======== { و ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا و من يرد ثواب الدنيا نؤته منها و من يرد ثواب الآخرة نؤته منها و سنجزي الشاكرين } آل عمران . إن لكل نفس كتابا مؤجلا إلى أجل مرسوم . و لن تموت نفس حتى تستوفي هذا الأجل المرسوم . فالخوف و الهلع ، و الحرص و التخلف ، لا تطيل أجلا . و الشجاعة و الثبات و الإقدام و الوفاء لا تقصر عمرا. فلا كان الجبن ، و لا نامت أعين الجبناء ، و الأجل المكتوب لا ينقص منه يوم و لا يزيد . ======== بذلك تستقر حقيقة الأجل في النفس فتترك الانشغال به ، و لا تجعله في الحساب ، و هي تفكر في الأداء و الوفاء بالالتزامات و التكاليف الإيمانية . و بذلك تنطلق من عقال الشح و الحرص ، كما ترتفع على وهلة الخوف و الفزع . و بذلك تستقيم على الطريق بكل تكاليفه و بكل التزاماته ، في صبر وطمأنينة ، و توكل على الله الذي يملك الآجال وحده . ======== فإنه إذا كان العمر مكتوبا و الأجل مرسوما .. فلتنظر نفس ما قدمت لغد ، و لتنظر نفس ماذا تريد ؟ .. أتريد أن تقعد عن تكاليف الإيمان ، و أن تحصر همها كله في هذه الأرض ، و أن تعيش لهذه الدنيا وحدها ؟ أم تريد أن تتطلع إلى أفق أعلى ، و إلى اهتمامات أرفع ، و إلى حياة أكبر من هذه الحياة ؟ .. مع تساوي هذا الهم و ذاك فيما يختص بالعمر و الحياة ؟ . ======== و شتان بين حياة و حياة ! و شتان بين اهتمام و اهتمام ! و الذي يعيش لهذه الأرض وحدها ، و يريد ثواب الدنيا وحدها .. إنما يحيا حياة الديدان و الدواب و الأنعام .. ثم يموت في موعده المضروب بأجله المكتوب . و الذي يتطلع إلى الأفق الآخر ، إنما يحيا حياة " الإنسان " الذي كرمه الله و استخلفه و أفرده بهذا المكان ثم يموت في موعده . " و سنجزي الشاكرين " الذين يدركون نعمة التكريم الإلهي للإنسان ، فيرتفعون عن مدارج الحيوان ، و يشكرون الله على تلك النعمة ، فينهضون بتبعات الإيمان . |
الساعة الآن 05:25 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.