|
الرحيل ولحظات العمر .........
قد لا يشعــــــر الإنسان أنه يرتحل يوماً بعد يوم،وأنه فـي كل يوم يودع بعضه ، بل وينقله بنفسه إلى محطة المغـــــــادرة ليسافر ذلك البعض منا ومن لاحظات أعمارنا دون اكتــــراث أو حتى دمعة وداع . لأنه في تلك اللحظات لا يشعـــــر بذلك الفقــد ، ويشعــر أن تلك اللحظات لا يفقدها بمجرد مغادرتها محطتها الزمنية المقدرة لها ، وإنما هي تقطع المسافــــة ثم تعود مجدداً لقطعها مرة أخرى ، بل مرات ومرات .
إن متعة الإنسان بلحظاته السعيدة تمثل بالنسبة له أوقــــات مستهلكة وقت التمتع بها ولا يدرك قيمتها إلا حين يفقدهـــــا ويفتقدها ، ويحاول تكرارها ، أو يأتي ببدائل آخرى تحــــــل محلها فيجد صعوبة في ذلك، أو يجد أنه قد فات المعاد . كثيرة هي تلك اللحظات السعيدة التي نمر بها ، في طفـولتنا ، وفي شبابنا ، بل وبعد هذه المراحل لحظات أخرى سنعيشهـــا - إذا شاء الله - كما عاشها من هم أكبر منا . فلكل لحظـــــة دفء خاص ونغم حاني ومذاق مختلف، ولكنهــــا لحظــــات بمجرد إنقضاء وقتها تكون قد غادرت ورحلت وسافـــــــرت سفراً ولن تعود . لطالما حنت روحـــــي وهفى الفـــــؤاد لمراتع تلك الذكـرايات السابقة.. نعم ذكرايات ، هكذا هي اليوم وغداً ، مجــــــــــرد ذكرايات ...لم يبق من أنفاسها وعطرها إلا تلك الصـــــــور الجامدة والمتحركة ، لكنها مجرد صور محنطة تحمـــــــــــل رفات ماضينا الجميل .. قد يقول قائل : إن تلك اللحظــــــات والأوقـــــات السعيـــــدة بمناسباتها تتكرر ولا نفقدها كما تزعم .. فأقول : قد تتكــرر المناسبات السعيدة في حياتنا كثيـــــراً ، لكنها لن تكـــــــون كبعضها . فحين تكون في مرحلة الطفولة ببرائتها وعفويتها ستعيش تلك اللحظات بروح الطفــــــــولة ، وحين تكون في مـــرحــــلة الشبــــاب بتطلعاتـــــه وطمــــوحه وعنفـــــوانه وتهوره وأحلامه ومغامراته واندفاعه ، ستعيش تلك اللحظـات بروح الشباب وإحساســـــه ومذاقـــه ، وكذلك مرحلة الكبر سيكون لها مذاق آخر .. ولا يمكن أن تكون كلهـــــــا بنفس المستوى والطعم واللذة . هكذا نحن نسير ونتنقل رويداً رويداً وفي كل لحظة نعيشهــا ثم نغادرزمانهــــــــا ومكانها إلى لحظة أخرى بزمان ومكان آخرين ، فإننا بذلك نودع جزءاً من العمــــــــر .. فكل شـيء يرحل ولا يعود . أتعجب كثيـــــراً حين أشاهد بالصدفة فلما سينمائياً قديمـــــاً وتجذبني فتاة - في أحداث ذلك الفلم- لجمالها وشياكتهـــــــا وهي تمثل دوراً فيه من الإثارة ما يسلب العقـــــل ويحــــرك مشاعر العشق والوله ،ثم أتذكر أنني قد شاهدتها في فلـــــم حديث وقد فقدت كل ذلك الجمــــال وبكل تفاصيلـــــه ، وهي مازالت تؤدي دورها ملتزمةً بلحظتها الزمانية والمكانيــــــة الحاضرتين مستسلمة لواقعها - أتساءل ما هو شعـــــــورها الآن ، وكيف تعيش لاحظاتها السعيدة القادمة وهي في هذا العمر ، وقد رحـــل عنهـــــا جمالها وبريق شبابها؟؟ . قد لا تهمني الإجابة على تساؤلٍ كهــــذا في الوقت الراهـــن ، فقد أعرفـه بنفسي في يوم ما ، وقد لا يكون بذات أهمية. لكن شيئاً واحداً نتفق عليه جميعاً ، هو أننا في كل لحظـــــة سعيدة نحياها نودع بعضاً منا دون أن نشعربذلك . وفي طريق عبورنا إلى النهاية ، وبمرورصيف العمـر نذوب في حره كما يذوب الجليد ، وتتساقط أوراق ربيع العمــر في خريفه ، حيث تغرب الشمس ويختفي الظل ويسود الظــــلام حين تلتصق الأجفان على العيون . لقد مضى على الأجيال التي سبقتنا لحظــــات مماثلة ومثلت لهم فصولاً شتوية وربيعية ، ثم صيفية فخريفية. وتلاشـــوا فلم يبق منهم سوى آثارهم ، أو بعض آثارهم .وكأني أنظر بعيني الزمن إليهم ، وأصغي بأذنيه إلى ضحكاتهم فأرى من البهاء والحسن ، والعشق والطرب ، والرقص والمرح . وأقرأ عنهم وعن قصصهم ، ما يجعلني أحدق بعيني زمنــي الحاضر إلى لحظاتي القادمة في يومي وغدي بكل شــــــوق وحنين . أرجو أن أقضيها في طاعة الله وفيما أباحــــه لي ، لأخرج من دنياي الفانية إلى الدار الباقية ، حيث لا سعــــادة ترحل ولا شباب يبلى . أبــو أســـــــــــــامــــــــــــــة زارع الورد تحياتي للجميع ... |
كلمات ليست كالكلمات
كعادتك جميل لا تأتي إلا بكل ما هو جميل أثرت نقاطاً جوهريةً قد لا يخلو بشراً منها أو بالمرور عليها إلا القليل ممن وافتهم المنية قبل أن يتسنى لهم المرور بهذه النقاط أو ممن يفتقدون لنعمة العقل هي اللحظات كما تفضلت تمر بنا مرور الكرام ولا نأسى إلا على ما فاتنا من أنيهاتها الحلوة التي تبقى مخلدةً في الذاكرة . فبكل مرحلة من العمر لابد وأن يطالعنا القدر بمثل تلك اللحظات وإن لم تكن مثلها بروعتها وجمالها وقد يعزى هذا لنضج التفكير وإدراك العقل ومشاغل الحياة التي لا تدع لنا برهة لنستطعم لحظاتنا كما كنا عليه في السابق لذا يقول الشاعر النبطي صحيح أن دنيانا لها كل يوم حال ... وكلٍ يقول أحلى زماني هو الماضي ولكن كانت اللحظات أم لم تكن فهي الأيام تمر بنا كالسراب ليتقدم بنا العمر وتوصلنا إلى نقطة النهاية .. النهاية المحتومة والتي لا ينكرها مخلوقاً عاقلاً على هذه البسيطة قال تعالى : ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) اللهم ارزقنا قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت جنة ونعيماً آمين الفاضل أستاذي الكريم أبو أسامه كلمات الشكر لا تفيك ابسط حقوقك ولكني لا أملك لك غيرها فتقبلها مني مع دعواتي القلبية لك بالسعادة في الدارين ولك تحيتي وجل تقديري . |
هلا حبيبي ( أبو سامي )
تسلم ويسلم حضورك المتألق دائماً . إضافة جميلة ووافية ... شرفتني بمرورك وإضافتك الرائعة .. بحفظ الله وأمانه .. |
|
الله يسعدك أختي ( أم سامح )
على هذه الكلمات العذبة والثناء الجميل .. ما أسعدني بمرورك وتعليقك الجميل !! . ودي وتقديري .. |
موضوع متكامل صور لنا الحياه باختصار واطلق لمخيلتي التصور اننا في هذه الحياه مسافرون في قطار وهذا القطار لابد ان يمر بعدت محطات منها الفرح , الحزن , الوداع، الانتظار , الامل , اليأس ......... وكل محطه تحمل ذكرياتها قد تكون صارخة الالوان وقد تكون باهته وهناك من يكمل هذه الرحله والاخر يتراجع والبعض يقف وتنتهي رحلته هكذا هي ابواب الحياه http://up.3dlat.com/uploads/12877912789.gif زارع الورد رغم سلاسة الحروف الا ان الكلمات بالغة المعنى وفيها من البلاغه الشيء الكثر مقارنات وتشبيهات رائعه كـ تمثيل السعاده بانها وقت مستهلك واشرت بالحكمه ان لايعرف قيمة الشيء الا من فقده وكذالك شبهت مراحل الانسان من طفوله الى شيخوخه باانتقال كـ احوالنا كان الترابط والتشبيه والانتقال رائع وتشبيهك ايضاً للحظات العمر ومايمر به الانسان كـ الفصول الاربع من حيث تقلب الاجواء والمكان والزمان و الى الفتاه الجميله في الفلم السينمائي كانت مقارنه ملفته للابصار http://up.3dlat.com/uploads/12877912789.gif زارع الورد قلمك لم يبقي لبساطة الابجديات والوان الكلمات مداخله واي اضافه من قلمي هنا او على موضوعك ماهو الا حشو وقد يشوه المكان وليس بوسعي سواء اتباع اثر قلمك ولا اعلم الى اين تجرفني تيارات كلماتك !!!! |
وجودنا في الحياه حالة مؤقتة قد تنتهي دون سابق إنذار و كل مرحلة عمرية لها جمالها ونكهتها الخاصة و حالتها الاستثنائية و قد تذبل وردة من العطش و قد تموت أخرى من كثرة الماء لذا علينا أن نعيش كل مراحل حياتنا بتوازن و لا ننسى أننا في كل حالتنا مسئولون و محاسبون و الثمن جنة عرضها السموات و الأرض .. زارع .. قوة تعبيرك و شفافية تصويرك تجبرني على قراءة حروفك أكثر من مرة |
مازلتي تميلين إلى التحليل ..حتى مع
أساليب الكتابة .. قولي إنك أستاذة لغة عربية وأنا مجرد تلميذ في مدرستك http://www.a3zz.net/vb/images/icons/q52.gif.. سيكون لي الشرف ... اقتباس:
تواجدك أختي ( ترانيم حرف ) هو بحد ذاته إثراء وحلية للصفحة .. فكيف وقد أضفتي من لفظك وتعبيرك ما زاد الموضوع عمقاً ودلالة ... ودي وتقديري .. |
اقتباس:
يسعدني ويشرفني أختي ( نفسي عزيزة ) أن تجد كلماتي كل هذا الاهتمام منك .. وثقي تماماً أن ذلك يمثل لي تشجيعاً وفخراً .. أشيد بإضافتك المميزة .. لك كل الود والتقدير .. |
| الساعة الآن 11:15 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.