و أنه هو أضحك و أبكى ....
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم - المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .=========================================== { و أنه هو أضحك و أبكى } النجم . أضحك و أبكى .. فأودع هذا الإنسان خاصية الضحك و خاصية البكاء . و هما سر من أسرار التكوين البشري لا يدري أحد كيف هما ، و لا كيف تقعان في هذا الجهاز المركب المعقد ، الذي لا يقل تركيبه و تعقيده النفسي عن تركيبه و تعقيده العضوي . و الذي تتداخل المؤثرات النفسية و المؤثرات العضوية و تتشابكان و تتفاعلان في إحداث الضحك و إحداث البكاء. ======== و أضحك و أبكى .. فأنشأ للإنسان دواعي الضحك و دواعي البكاء . و جعله – وفق أسرار معقدة فيه – يضحك لهذا و يبكي لهذا . و قد يضحك غداً مما أبكاه اليوم ، و يبكي اليوم مما أضحكه بالأمس في غير جنون و لا ذهول . إنما هي الحالات النفسية المتقلبة ، و الموازين و الدواعي و الدوافع و الاعتبارات التي لا تثبت في شعوره على حال . ======== و أضحك و أبكى .. فجعل في اللحظة الواحدة ضاحكين و باكين . كل حسب المؤثرات الواقعة عليه . و قد يضحك فريق مما يبكي منه فريق لأن وقعه على هؤلاء غير وقعه على أولئك و هو هو في ذاته و لكنه بملابساته بعيد من بعيد . ======== و أضحك و أبكى .. من الأمر الواحد صاحبه نفسه . يضحك اليوم من الأمر ثم تواجهه عاقبته غداً أو جرائره فإذا هو باك . يتمنى أن لم يكن فعل و أن لم يكن ضحك و كم من ضاحك في الدنيا باك في الآخرة حيث لا ينفع البكاء . |
الساعة الآن 03:22 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.