أتسائلُ كيف ستعودُ تِلكَ البلادُ إلينا ونحنُ عاجزون حتي عن العوْدةِ إلي أنفسِنا ؟ نحنُ الذينَ لِفرط جهلِنا وقِلة حيلتنا نخجلُ مِنْ كُل ما يحملُ هويتُنا،بدايةً من لُغتنا وحتي جوازات السفرِ التي نحملها !كيف لقضايانا أنْ تتبعَ خُطانا ونحنُ إنْ سِرْنا،سارَ كلٌ مِنا في إتجاه؟ولأحلامنا أن تتحققَ وكلٌ مِنا يحلمُ لنفسِه؟!وكأننا لم نَرثْ مِنَ الروْحِ العَربيةِ سوي الإخلاص في البُكاءِ علي الأطلالِ !
يا صديقي،أنا لديّ إيمان أنَ القضايا لا تموتُ حينَ يصمتُ عنها الجميعُ، بل حينما يتوقفُ أصحابُها عن الإيمانِ بها والعملِ الصادقِ لأجلِها ولو حتي سِرّاً.إنَّ أسلحةَ العالمِ كُلَها قَدْ تقتلُ كلَ مَنْ علي الأرضِ ولكنها لَنْ تستطيعَ أبداً أنْ تَمنعَ قلباً واحداً مِنَ الإيمان بالله أو بقضيةٍ.
ألَمْ تسأل نفسُكَ مِنْ قَبل لماذا حاربت أجيالٌ دونَ أنْ تري للنَصرِ ولو شعاعاً خافتاً ؟! لِما قَدْ يجاهدُ شخصٌ ما ويُضحي بكلِ شيء في سبيلِ قضيةٍ قَدْ تكونُ خاسرةً ؟! سَأخُبركَ ، لأنَ أصحابَ القضايا الحقيقيين لا يتوقفون عنْ الإيمانِ بها ولو توقفت أنفاسُهم ولا ينضمون إلي الفِئة المُنهَزِمة المُنكسِرة،إنَّها هبةٌ لهم... ولذلكَ نُسميهم أبطالاً.
حسناً،ستقولُ أنَي مُتفائلةٌ وغير واقعية.... يُمكنني تحمُل الهزيمة ولكن لا يمكنني تَحمُل البقاء ساكنةً هكذا دونَ حِراكٍ أومقاومةٍ.
أنا يا صديقُ لديّ إيمان ..... لديّ حلم.
|