و من يسلم وجهه إلى الله ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين
===================================
======== { و من يسلم وجهه إلى الله و هو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى .. } لقمان .
إنه الاستسلام المطلق لله – مع إحسان العمل و السلوك – الاستسلام بكامل معناه ، و الطمأنينة لقدر الله ، و الانصياع لأوامر الله و تكاليفه و توجيهاته مع الشعور بالثقة و الاطمئنان للرحمة ، و الاسترواح للرعاية ، و الرضى الوجداني ، رضى السكون و الارتياح ..
كل أولئك يرمز له بإسلام الوجه إلى الله .
و الوجه أكرم و أعلى ما في الإنسان .
======== فقد استمسك بالعروة الوثقى .
العروة التي لا تنقطع و لا تهن و لا تخون ممسكاً بها في سراء أو في ضراء ، و لا يضل من يشد عليها في الطريق الوعر و الليلة المظلمة ، بين العواصف و الأنواء .
هذه العروة الوثقى هي الصلة الوثيقة الثابتة المطمئنة بين قلب المؤمن المستسلم و ربه .
هي الطمأنينة إلى كل ما يأتي به قدر الله في رضى و في ثقة و في قبول ..
طمأنينة تحفظ للنفس هدوءها و سكينتها و رباطة جأشها في مواجهة الأحداث ، و في الاستعلاء على السراء فلا تبطر ، و على الضراء فلا تصغر ، و على المفاجآت فلا تذهل ، و على اللأواء في طريق الإيمان ، و العقبات تتناثر فيه من هنا و من هناك .
======== إن الرحلة طويلة و شاقة و حافلة بالأخطار .
و خطر المتاع فيها و الوجدان ليس أصغر و لا أقل من خطر الحرمان فيها و الشقاء .
و خطر السراء فيها ليس أهون و لا أيسر من خطر الضراء .
و الحاجة إلى السند الذي لا يهن ، و الحبل الذي لا ينقطع ، حاجة ماسة دائمة .
و العروة الوثقى هي عروة الإسلام و الاستسلام و الإحسان .
======== وإلى الله عاقبة الأمور .
و إليه المرجع و المصير .
فخير أن يسلم الإنسان وجهه إليه مند البداية ، و أن يسلك إليه الطريق على ثقة و هدى و نور .
|