======== 116 ========
و لقد وضع هذا القرآن أصول المنهج الدائم لحياة إنسانية متجددة .
و ترك للبشرية أن تستنبط الأحكام الجزئية التي تحتاج إليها ارتباطات حياتها النامية المتجددة ، و استنباط وسائل تنفيذها كذلك بحسب ظروف الحياة و ملابساتها ، دون اصطدام بأصول المنهج الدائم .
و كفل للعقل البشري حرية العمل ، بكفالة حقه في التفكير ، و بكفالة مجتمع يسمح لهذا العقل بالتفكير .
ثم ترك له الحرية في دائرة الأصول المنهجية التي وضعها لحياة البشر ، كما تنمو و ترقى و تصل إلى الكمال المقدر لحياة الناس في هذه الأرض .
======== 117 ========
يهدي إلى صراط العزيز الحميد :
__ بما فيه من نظم و تشريعات مستقيمة مع فطرة الإنسان و ظروف حياته و معاشه الأصيلة متناسقة مع القوانين الكلية التي تحكم بقية الأحياء و سائر الخلائق ، فلا يشذ عنها الإنسان بنظمه و تشريعاته .
و هو أمة من هذه الأمم في نطاق هذا الكون الكبير .
__ بما ينشئه في إدراك المؤمن من تصور للوجود و روابطه و علاقاته و قيمه ، و مكان هذا الإنسان منه ، و دوره فيه ، و تعاون أجزاء هذا الكون من حوله – و هو معها – قي تحقيق مشيئة الله و حكمته في خلقه ، و تناسق حركات الجميع و توافقها في الاتجاه إلى بارئ الوجود .
__ بتصحيح منهج التفكير ، و إقامته على أسس سليمة متفقة مع الإيقاعات الكونية على الفطرة البشرية ، بحيث يؤدي هذا المنهج بالفكر البشري إلى إدراك طبيعة هذا الكون و خواصه وقوانينه ، و الاستعانة بها ، و التجاوب معها بلا عداء و لا اصطدام و لا تعويق .
__ بمنهجه التربوي الذي يعد الفرد للتجاوب و التناسق مع الجماعة البشرية .
و يعد الجماعة البشرية للتجاوب و التناسق – أفرادا و جماعات – مع مجموعة الخلائق التي تعمر هذا الكون .
و يعد هذه الخلائق كلها للتجاوب و التناسق مع طبيعة الكون الذي تعيش فيه .
كل ذلك في بساطة و يسر و لين .
إن هذا القرآن هو الدليل إلى هذا الصراط .
الدليل الذي وضعه خالق الإنسان وخالق الصراط ، العارف بطبيعة هذا و ذاك .
|