واعلموا أنما أموالكم و أولادكم فتنة ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم -
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .=================================
======== { واعلموا أنما أموالكم و أولادكم فتنة } الأنفال .
إن هذا القرآن يخاطب الكينونة البشرية ، بما يعلم خالقها من تركيبها الخفي ، و بما يطلع منها على الظاهر و الباطن ، و على المنحنيات و الدروب و المسالك .
و هو – سبحانه – يعلم مواطن الضعف في هذه الكينونة .
و يعلم أن الحرص على الأموال و الأولاد من أعمق مواطن الضعف فيها .
و من هنا ينبهها إلى حقيقة هبة الأموال و الأولاد ..
لقد وهبها الله للناس ليبلوهم بها و يفتنهم فيها ، فهي من زينة الحياة الدنيا التي تكون موضع امتحان و ابتلاء ، ليرى الله فيها صنع العبد و تصرفه ..
أيشكر عليها و يؤدي حق النعمة فيها ؟ أم يشتغل بها حتى يغفل عن أداء حق الله فيها ؟ " و نبلوكم بالشر و الخير فتنة " .
فالفتنة لا تكون بالشدة و بالحرمان وحدهما ، إنها كذلك تكون بالرخاء و بالعطاء أيضا .
و من العطاء و الرخاء هذه الأموال و الأولاد .
======== و إذا انتبه القلب إلى موضع الامتحان و الاختبار كان ذلك عونا له على الحذر و اليقظة و الاحتياط ، أن يستغرق و ينسى و يخفق في الامتحان و الفتنة .
ثم لا يدعه الله بلا عون منه و لا عوض ..
فقد يضعف عن الأداء – بعد الانتباه – لثقل التضحية و ضخامة التكليف ، و بخاصة في موطن الأموال و الأولاد ..
إنما يلوّح له بما هو خير و أبقى ، ليستعين به على الفتنة و يتقوى .
" وأن الله عنده أجر عظيم "
إنه – سبحانه – هو الذي وهب الأموال و ألأولاد ، و عنده وراءهما أجر عظيم لمن يستعلي على فتنة الأموال و الأولاد ، فلا يقعد أحد إذن عن تكاليف الأمانة وتضحيات الجهاد ..
و هذا هو العون و المدد للإنسان الضعيف الذي يعلم خالقه مواطن الضعف فيه " و خلق الإنسان ضعيفا " .
|