مثل الحياة الدنيا ....
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم -
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .==================================
======== { إن مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس و الأنعام ... } يونس .
ذلك مثل الحياة الدنيا التي لا يملك الناس إلا متاعها ، حين يرضون بها ، و يقفون عندها ، و لا يتطلعون منها إلى ما هو أكرم و أبقى .
هذا هو الماء ينزل من السماء ، وهذا هو النبات يمتصه و يختلط به فيمرع و يزدهر .
وها هي ذي الأرض كأنها عروس مجلوة تتزين لعرس و أهلها مزهوون بها ، يظنون أنها بجهدهم ازدهرت ، و بإرادتهم تزينت و أنهم أصحاب الأمر فيها ، لا يغيرها عليهم مغير و لا ينازعهم فيها منازع .
======== و في وسط هذا الخصب الممرع ، و في نشوة هذا الفرح الملعلع ، و في غمرة هذا الاطمئنان الواثق ..
" أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس "
في ومضة ، و في جملة ، و في خطفة ..
و ذلك مقصود في التعبير بعد الإطالة في عرض مشهد الخصب و الزينة و الاطمئنان .
و هذه الدنيا التي يستغرق فيها بعض الناس ، و يضيعون الآخرة كلها لينالوا منها بعض المتاع .
هذه هي .
لا أمن فيها و لا اطمئنان ، و لا ثبات فيها و لا استقرار ، و لا يملك الناس من أمرها شيئا إلا بمقدار .
هذه هي ..
" و الله يدعو إلى دار السلام و يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم "
|