معاناة سعودية في دائرة حكومية !!!
قادتني حاجتي لإنجاز معاملة ما إلى مراجعة إحدى الدوائر الحكومية فهالني ما رأيت من العجائب!! بدأت اسأل عن الدائرة الرئيسية لمعرفة متطلبات المعاملة فأخبرني الموظف بالأوراق الناقصة
و سألته أين أذهب بعد أن أن تكتمل أوراقي فأشار إلى جهة خلفية من المبنى للسيدات و في عز حرارة الشمس ظهرا خرجت لاستكمال الأوراق و من ثم الذهاب للمبنى الخلفي لأصعد تلك السلالم في الدور الثالث حيث لا يوجد مصعد كهربائي وبدأت الرحلة المكوكية الشاقة من شباك الاستقبال إلى آخر مكتب نسائي و كل موظفة ترسلني لمكتب مختلف إلى أن وصلت المكتب المطلوب لتقول لي الموظفة التي تعبت إلى أن وصلت إليها : الدوام انتهى !!
و لم تستجب لتوسلاتي بأن تنظر فقط إلى أوراقي و فشلت كل محاولاتي في إقناعها واستعطافها
فما كان مني إلا أن أجر خيبة الأمل و أخرج من المبنى
و في اليوم التالي يبدأ الموال الغير محكوم بنظام بل أن كلمة نظام محذوفة من قاموس الموظفات ، حيث سلمت أوراقي للموظفة في الاستقبال وأعطتني رقم وذهبت للشباك المطلوب لأعرف بعدها بقليل أن الرقم لا يسمن ولا يغني من جوع ,لأن الأرقام ما هي إلا خدعة
وأن الأمر قائم على المحاباة والمعرفة القديمة , بعدها جلست حائرة أنتظر أن يرفق بي قلب أحدى الموظفات لكنهن أغلقن شبابيكهن وذهبن للإفطار
و بعد رقم 11 جاء دوري وما أن وصلت المكتب حتى قالت لي الموظفة الآن وقت صلاة اخبرتها أن الأمر يتطلب فقط التأشير على ورقة لاستكمل رحلتي بين المكاتب
فقالت : النظام نظام ولا نستطيع مخالفته لدينا وقت صلاة
و أمام هذا الأمر السامي تراجعت للوراء احتراما للنظام الذي لم يطبق إلا في هذه اللحظة و لكن الغريب أن الموظفات متواجدات على مكاتبهن لم يقمن للصلاة و إنما طق حنك و ثرثرة تتخللها ضحكات تنعكس على نفسية المراجعات قهرا
و ذلا و لكن ما حيلة المجبور إلا الصبر و الانتظار وأخيرا بعد 45 دقيقة انتهى الوقت المخصص لـ (طق الحنك ) وتوجهت إلى الموظفة التي تركتني واقفة لتكمل محادثاتها الكتابية بالجوال و بعد الدعاء لها بالتوفيق التفتت إلي لتأخذ أوراقي و تقول لي : راجعينا بكرا
أخبرتها أن معاملتي مستكملة الأوراق و طلبت منها إمكانية أنهاء المعاملة اليوم لأنني أتيت أمس فهزت رأسها بالنفي
هذه المرة وصل بي القهر مداه و شعرت بغصة في حلقي و أنا أقول لها هاتي المعاملة فسألتني لماذا ؟؟ قلت لها : سأذهب بها إلى القسم الرجالي .. تمتمت بكلمات لم أفهمها و قلبت الأوراق و ختمت على بعضها و سلمتني إياها و قالت لي :
لن تنتهي معاملتك ع أقل تقدير تحتاجين أسبوع لإنهائها, شكرتها متجاهلة كلمات التأنيب التي سمعتها و توجهت للمبنى الرجالي و عند البوابة استوقفني (السكورتي) و سألني عن حاجتي فأخبرته بأن لدي معاملة ..
أخذ مني الأوراق وطلب مني الانتظار و بعد 5دقائق أتى إلي بالمعاملة منتهية ومعتمدة بتوقيع من الرئيس المباشر
و أنا لا أكاد أصدق أن المعاملة انتهت و شكرته بشدة و دعوت له علنا و سرا في ظهر الغيب بأن يحقق الله له كل ما يتمناه
أما أنا تمنيت أن أرى معالجات حقيقية لمعاناتنا نحن السعوديات
عند مراجعة الدوائر الحكومية وأتمنى أن اسمع عن خدمة المراجعات بأنها قد تحسنت بشكل أفضل مما عليه الآن