عرض مشاركة واحدة
قديم 05-19-2020, 09:59 AM   #55
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



======== 98 ========

و إن هذا القرآن لا يفتح كنوزه ، و لا يكشف أسراره ، و لا يعطي ثماره ، إلا لقوم يؤمنون .

و لقد ورد عن بعض صحابة رسول الله – صلى الله عليه و سلم - : " كنا نؤتى الإيمان قبل أن نؤتى القرآن " ..

و هذا الإيمان هو الذي كان يجعلهم يتذوقون القرآن ذلك التذوق و يدركون معانيه و أهدافه ذلك الإدراك ، و يصنعون به تلك الخوارق التي صنعوها في أقصر وقت من الزمان .

لقد كان ذلك الجيل المتفرد يجد من حلاوة القرآن ، و من نوره ، و من فرقانه ، ما لا يجده إلا الذين يؤمنون إيمان ذلك الجيل .

و لئن كان القرآن هو الذي أخذ بأرواحهم إلى الإيمان ، لقد كان الإيمان هو الذي فتح لهم في القرآن ما لا يفتحه إلا الإيمان

لقد عاشوا بهذا القرآن ، و عاشوا له كذلك ومن ثم كانوا ذلك الجيل المتفرد الذي لم يتكرر في التاريخ كله .. اللهم إلا في صورة أفراد على مدار التاريخ يسيرون على أقدام ذلك الجيل السامق العجيب .

لقد خلصوا لهذا القرآن فترة طويلة من الزمان ، فلم تشب نبعه الرائق شائبة من قول البشر ، اللهم إلا قول رسول الله – صلى الله عليه و سلم – و هديه .. و قد كان من نبع القرآن ذاته كذلك

و ما أجدر الذين يحاولون أداء ما أداه ذلك الجيل أن ينهجوا نهجه ، فيعيشوا بهذا القرآن و لهذا القرآن فترة طويلة من الزمان ، لا يخالط عقولهم و قلوبهم غيره من كلام البشر ليكونوا كما كان .

======== 99 ========

إن هذه البشرية لفي حاجة اليوم – كما كانت في حاجة بالأمس – إلى أن تخاطب بهذا القرآن مرة أخرى .

في حاجة إلى من يقودها من الجاهلية إلى الإسلام ، و من يخرجها من الظلمات إلى النور ، و من ينقذ عقولها و قلوبها من هذه الوثنية الجديدة ، بل من هذا السخف الجديد الذي تلج فيه .

إن هذا القرآن يعطيك بمقدار ما تعطيه ، و يتفتح عليك في كل مرة بإشعاعات و إشراقات وإيحاءات و إيقاعات بقدر ما تفتح له نفسك ، و يبدو لك في كل مرة جديداً كأنك تتلقاه اللحظة .


 


رد مع اقتباس