عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2020, 10:21 AM   #57
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



======== 102 ========

إن هذا القرآن .. بصائر تهدي ، و رحمة تفيض .. لمن يؤمن به و يغتنم هذا الخير العميم .

إنه هذا القرآن الذي لا تبلغ خارقة مادية من الإعجاز ما يبلغه .. من أي جانب من الجوانب شاء الناس المعجزة في أي زمان و في أي مكان ..

لا يستثني من ذلك من كان من الناس و من يكون إلى آخر الزمان ..

ها هو ذا كان و ما يزال إلى اليوم معجزاً لا يتطاول إليه أحد من البشر .

تحداهم الله به و ما يزال هذا التحدي قائماً .

و الذين يزاولون فن التعبير من البشر ، ويدركون مدى الطاقة البشرية فيه ، هم أعرف الناس بأن هذا الأداء القرآني معجز معجز .

و يبقى وراء ذلك السر المعجز في هذا الكتاب الفريد .. يبقى ذلك السلطان الذي له على الفطرة – متى خلي بينها و بينه لحظة – و حتى الذين رانت على قلوبهم الحجب ، و ثقل فوقها الركام ، تنتفض قلوبهم أحياناً ، و تتململ قلوبهم أحياناً تحت وطأة هذا السلطان ، و هم يستمعون إلى هذا القرآن .

======== 103 ========

لقد كان هذا القرآن هو مصدر المعرفة و التربية و التوجيه و التكوين الوحيد لجيل من البشر فريد ..

جيل لم يتكرر بعد في تاريخ البشرية – لا من قبل و لا من بعد – جيل الصحابة الكرام الذين أحدثوا في تاريخ البشرية ذلك الحدث الهائل العميق الممتد ، الذي لم يدرس حق دراسته إلى الآن .

لقد كان هذا المصدر هو الذي أنشأ – بمشيئة الله وقدره – هذه المعجزة المجسمة في عالم البشر .

و هي المعجزة التي لا تطاولها جميع المعجزات و الخوارق التي صحبت الرسالات جميعاً ..

و هي معجزة واقعة مشهودة ..

أن كان ذلك الجيل الفريد ظاهرة تاريخية فريدة .

إن الناس اليوم – في الجاهلية الحديثة – يطلبون حاجات نفوسهم و مجتمعاتهم و حياتهم خارج هذا القرآن ..

لأنه يحول بينهم و بين هذا القرآن غرور " العلم " البشري الذي فتحه الله عليهم في عالم المادة ..

كما يحول بينهم و بين هذا القرآن كيد أربعة عشر قرناً من الحقد اليهودي و الصليبي .

هو كيد مطرد مصرّ لئيم خبيث .

أن لا طاقة لهم بأهل هذا القرآن ما ضلوا عاكفين على هذا الكتاب ، عكوف الجيل الأول ، لا عكوف التغني بآياته و حياتهم كلها بعيدة عن توجيهاته .


 


رد مع اقتباس