عرض مشاركة واحدة
قديم 07-16-2016, 08:53 AM   #15
مجبورة


الصورة الرمزية مجبورة
مجبورة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3184
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 05-13-2022 (04:00 AM)
 المشاركات : 6,342 [ + ]
 التقييم :  203
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cornsilk
1004



4-

بعد انتهاء مراسم الحج !
جلس الحاج سعيد على الكرسي وبجانبه حاج آخر ..
ينتظران الطائرة ..
فسلم الرجلان على بعضهما وتعارفا ..

قال الرجل لسعيد:
– والله يا أخ سعيد انا أعمل مقاولاً, وقد رزقني الله من
فضله, وفزت بمناقصة اعتبرها صفقة العمر, وقد قررت
أن يكون أداء فريضة الحج للمرة العاشرة أول ما أفعله
شكراناً لله ..

ثم اردف بكل فخر واعتزاز:
– وها انا أحج للمرة العاشرة

اومأ سعيد برأسه وقال:
– حجاً مبروراً, وسعياً مشكوراً, وذنباً مغفوراً ان شاء الله

ابتسم الرجل وقال:
– اجمعين يارب, وانت يا أخ سعيد !
هل لحجك قصة خاصة ..؟!

أجاب سعيد بعد تردد:
– والله يا أخي هي قصة طويلة ..
ولا أريد أن أوجع رأسك بها ..

ضحك الرجل وقال:
– بالله عليك أخبرني ..
فكما ترى نحن لا نفعل شيئاً سوى الانتظار هنا ..

ضحك سعيد وقال:
– نعم, الانتظار وهو ما تبدأ به قصتي ..
فقد انتظرت سنين طويلة حتى أحج ..
فأنا أعمل منذ أن تخرجت معالجاً فيزيائياً قبل 30 سنة
حتى جمعت كلفة أداء الحج ..

وفي نفس اليوم الذي ذهبت أخذ حسابي من المستشفى
التي أعمل فيها صادفت إحدى الأمهات التي أعالج ابنها
المشلول, وقد كسا وجهها الهم والغم وقالت لي:

استودعك الله يا أخ سعيد ..
فهذه آخر زيارة لنا لهذا المستشفى ..

استغربت كلامها وحسبت أنها غير راضية عن علاجي لأبنها,
وتفكر في نقله لمكان آخر, فقالت لي لا يا أخ سعيد ..

يشهد الله أنك كنت لأبني أحن من الأب ..
وقد ساعده علاجك كثيراً بعد أن كنا قد فقدنا الأمل به ..

ومشت حزينة ..!

استغرب الرجل وقاطع سعيد قائلاً:
– غريبة, إذا كانت راضية عن ادائك وأبنها يتحسن
فلم تركت العلاج ..؟!

اجابه سعيد:
– هذا ما فكرت به وشغل بالي ..
فذهبت إلى الإدارة وسألت ..

فكان الجواب:
زوج المرأة قد فقد وظيفته وأصبح الحال صعباً جداً ..
ولم تعد تستطيع دفع تكاليف العلاج فقررت إيقافه ..

حزن الرجل وقال:
– لا حول ولا قوة إلا بالله ..
مسكينة هذه المرأة .. وكيف تصرفت يا أخ سعيد ..؟!

اجاب سعيد:
– ذهبت إلى المدير ورجوته أن يستمر بعلاج الصبي
على نفقة المستشفى ..
ولكنه رفض رفضاً قاطعاً, وقال لي:
إن هذه مؤسسة خاصة تبتغي الربح وليست مؤسسة
خيرية للفقراء والمساكين ..

خرجت من عند المدير حزيناً مكسور الخاطر على المرأة ..
وفجأة وضعت يدي لا إرادياً على جيبي الذي فيه نقود
الحج, فتسمرت في مكاني لحظة ثم رفعت رأسي إلى
السماء وخاطبت ربي قائلاً:

اللهم أنت تعلم بمكنون نفسي ..
وتعلم أن ليس أحب إلى قلبي من حج بيتك ..
وزيارة مسجد نبيك ..
وقد سعيت لذلك طوال عمري ..
ولكني مضطر لأن أخلف ميعادي معك ..
فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم ..

وذهبت إلى المحاسب ودفعت كل ما معي له عن أجرة
علاج الصبي لستة أشهر مقدماً ..
وتوسلت إليه أن يقول للمراة:
بأن المستشفى لديها ميزانية خاصة للحالات المشابهة ..

تأثر الرجل ودمعت عيناه وقال:
– بارك الله بك وأكثر من أمثالك ..

ثم قال:
إذا كنت قد تبرعت بمالك كله فكيف حججت إذاً ..؟!

رفع سعيد رأسه وقال:
– أراك تستعجل النهاية, هل مللت من حديثي ..؟!
رجعت يومها إلى بيتي حزيناً على ضياع فرصة عمري في
الحج, ولكن الفرح يملأ روحي لأني فرجت كربة المرأة وابنها,
فنمت ليلتها ودمعتي على خدي, فرأيت في المنام:
أنني أطوف حول الكعبة والناس يسلمون علي ويقولون
لي حجاً مبروراً يا حاج سعيد, فقد حججت في السماء قبل
أن تحج على الأرض, دعواتك لنا ياحاج سعيد ..

فاستيقظت من النوم وأنا أشعر بسعادة غير طبيعية, على
الرغم من أني كنت شبه متأكد أني لن أتشرف يوماً بلقب
(حاج), فحمدت الله على كل شيء, ورضيت بأمره ..

وما أن نهضت من النوم حتى رن الهاتف ..
وكان مدير المستشفى الذي قال لي:
أنجدني فأحد كبار رجال الأعمال يريد الذهاب إلى الحج
هذا العام وهو لا يذهب دون معالجه الخاص, لكن زوجة
معالجه في أيام حملها الأخيرة, ولا يستطيع تركها, فهلا
أسديتني خدمة وذهبت بدلاً عن المعالج ..؟!
لا أريد أن أفقد وظيفتي إذا غضب مني ..!
فهو يملك نصف المستشفى ..

قلت له بلهفة:
– وهل سيسمح لي أن أحج ..؟!

فأجابني:
"نعم" ولما ﻻ ..!

فقلت له أني ساذهب معه ودون أي مقابل مادي ..

وكما ترى فقد حججت وبأ حسن ما يكون عليه الحج, وقد
رزقني الله حج بيته دون أن أدفع أي شيء والحمد لله ..

وفوق ذلك فقد أصر الرجل على اعطائي مكافئة مجزية
لرضاه عن خدمتي له, وحكيت له عن قصة المرأة المسكينة
فأمر بأن يعالج ابنها في المستشفى على نفقته الخاصة,
وأن يكون في المستشفى صندوق خاص لعلاج الفقراء,
وفوق ذلك فقد عين زوجها بوظيفة في إحدى شركاته ..

نهض الرجل وقبل سعيد على جبينه:
– والله لم أشعر في حياتي بالخجل مثلما أشعر الآن يا أخ
سعيد, فقد كنت أحج المرة تلو الأخرى وأنا أحسب نفسي
قد أنجزت شيئاً عظيماً, وإن مكانتي عند الله ترتفع بعد كل
حجة, ولكني أدركت لتوي أن حجك بألف حج من أمثالي,
فقد ذهبت أنا إلى بيت الله, بينما أنت !
فقد دعاك الله إلى بيته ..

ومضى وهو يردد تقبل الله منك ..

يقول الله سبحانه و تعالى:
وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ


 
 توقيع : مجبورة


كفنت اعوامي ولكن لم اجدقبرا لها ...
فدفنتها في مفرقي!هذا البياض حكايه العمر الذي بعثرته.....


MЈβôѓĂ


لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين


رد مع اقتباس