======== 96 ========
كان القرآن يدعوهم إلى استخدام قلوبهم و عيونهم و آذانهم .
فلا يكونوا من ذرء جهنم و لا يكونوا من الغافلين ..
كان يدعوهم إلى التدبر في أمر رسولهم – صلى الله عليه و سلم - الذي يدعوهم إلى الحق و يهديهم به ..
و إلى النظر في ملكوت السماوات و الأرض و آيات الله المبثوثة في هذا الملكوت ..
و كان يوقظهم إلى مرور الوقت و ما يؤذن به من اقتراب الأجل المجهول ، و هم غافلون .
إن القرآن يهزهم من غفوتهم ، ويوقظهم من غفلتهم ، و يستنقذ - من تحت الركام – فطرتهم و عقولهم و مشاعرهم ..
إنه يخاطب كينونتهم البشرية كلها ، بكل ما فيها من أجهزة الاستقبال و الاستجابة ..
إنه لا يوجه إليهم جدلاً ذهنياً بارداً ، إنما هو يستنقذ كينونتهم كلها و ينفضها من أعماقها .
======== 97 ========
إن اللمسات التي تتعدد في الآية الواحدة ، لتكشف لنا عن منهج هذا القرآن في خطاب الكينونة البشرية ..
إنه لا يدع جانباً واحداً منها لا يخاطبه ، ولا يدع وتراً منها واحداً لا يوقع عليه ..
إنه لا يخاطب الذهن و لكن لا يهمله ، ففي الطريق – و هو يهز الكيان البشري كله – يلمسه و يوقظه .
إنه لا يسلك إليه طريق الجدل البارد ، و لكنه يستحييه لينظر و يتفكر و حرارة الحياة تسري فيه و تيارها الدافق ..
فالإنسان هو الإنسان لم يتبدل خلقاً آخر .
و القرآن هو القرآن كلام الله الباقي ، و خطاب الله لهذا الإنسان الذي لا يتغير .. مهما تعلم و تطور .
|