======== 104 ========
و إن العكوف على هذا القرآن – في وعي و تدبر لا مجرد التلاوة و الترنم – لينشئ في القلب و العقل من الرؤية الواضحة البعيدة المدى ..
و من المعرفة المطمئنة المستيقنة ..
و من الحرارة و الحيوية و الانطلاق ..
و من الإيجابية و العزم و التصميم ، ما لا تدانيه رياضة أخرى أو معرفة أو تجريب .
و إن رؤية حقائق الوجود – من خلال التصوير القرآني – و حقائق الحياة ، ورؤية الحياة البشرية و طبيعتها و حاجاتها من خلال التقريرات القرآنية ، لهي رؤية باهرة واضحة دقيقة عميقة .
======== 105 ========
و القلب المؤمن يجد في آيات القرآن ما يزيده إيماناً ، و ما ينتهي به إلى الاطمئنان .
إن هذا القرآن يتعامل مع القلب البشري بلا وساطة ، و لا يحول بينه و بينه شيء إلا الكفر الذي يحجبه عن القلب و يحجب القلب عنه ..
فإذا رفع هذا الحجاب بالإيمان وجد القلب حلاوة هذا القرآن ..
و وجد في إيقاعاته المتكررة زيادة في الإيمان تبلغ إلى الاطمئنان .
و بهذا الإيمان كانوا يجدون في القرآن ذلك المذاق الخاص ، يساعدهم عليه ذلك الجو الذي كانوا يتنسمونه ، و هم يعيشون القرآن فعلاً و واقعاً ..
و لا يزاولونه مجرد تذوق و إدراك .
|