عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2020, 09:58 AM   #26
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



======== 44 ========

لقد جاء هذا القرآن لا ليقرر عقيدة فحسب ، و لا ليشرع شريعة فحسب .

و لكن كذلك ليربي أمة ، و ينشئ مجتمعا ، و ليكوّن الأفراد و ينشئهم على منهج عقلي و خلقي من صنعه ..

و هو يعلمهم أدب السؤال ، و حدود البحث ، و منهج المعرفة ..

و ما دام الله – سبحانه – هو الذي ينزل هذه الشريعة ، و يخبر بالغيب ، فمن الأدب أن يترك العبيد لحكمته تفصيل تلك الشريعة أو إجمالها ، وأن يتركوا له كذلك كشف هذا الغيب أو ستره .

و أن يقفوا هم في هذه الأمور عند الحدود التي أرادها الله العليم الخبير .

لا ليشددوا على أنفسهم بتنصيص النصوص و الجري وراء الاحتمالات و الفروض .

و الله أعلم بطاقة البشر و احتمالهم .

فهو يشرع لهم في حدود طاقتهم .

======== 45 ========

لقد كان القرآن المكي يفسر للإنسان سر وجوده و وجود هذا الكون ن حوله ..

كان يقول له :

من هو ؟ و من أين جاء ؟ و كيف جاء ؟ و لماذا جاء ؟ و إلى أين يذهب في نهاية المطاف ؟ ..

من ذا الذي جاء به من العدم و المجهول ..

و كان يقول له :

ما هذا الوجود الذي يحسه و يراه ، و الذي يحس أن وراءه غيبا يستشرفه و لا يراه ..

و كان يقول له أيضا :

كيف يتعامل مع خالق هذا الكون ، و مع الكون أيضا ، و كيف يتعامل العباد مع خالق العباد .

لقد كان يعالج القرآن القضية الأولى و القضية الكبرى و القضية الأساسية في هذا الدين الجديد " قضية العقيدة " ممثلة في قاعدتها الرئيسية : الألوهية و العبودية و ما بينهما من علاقة .


 


رد مع اقتباس