عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2018, 07:04 AM   #81
حارسةُ الظِّلال
| ضيف جديد |


الصورة الرمزية حارسةُ الظِّلال
حارسةُ الظِّلال غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3367
 تاريخ التسجيل :  Jan 2018
 أخر زيارة : 03-28-2018 (08:16 PM)
 المشاركات : 19 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



ما زالَ حائراً بيْنَ الوقوفِ عَلي مَقربةٍ من الحَقيقةِ المُزيفةِ الْتي لا يصدقُها أحدٌ أو الكذبِ الحقيقي الذي يصدقُهُ الجميعُ.المشهدُ الذي اعتاده أهلُ المنزلِ وباب غرفتِه المُغلقِ عليه دائماً،وعلي الرَغمِ من ذلكَ كانت تسترقُ النظرَ من ثُقبِ المفتاحِ الموجودِ بالبابِ ،كانَ جالساً كعادتِه علي الكُرسي المقابلِ لمكتبِه يكتبُ رسائلَه الروحانيةَ إلي المجهولِ و التي يعتبرُها كلُ من حولِه مُجرد هُراءات علي ورقٍ، وإنهاكاً لعقلِه وفكرِه بيْنما يري هو أنه وباء أصابُه منذ صغرِه أنْ يُدونَ أسرارَ عالمِه السِّحري وأن يكتبَ رسائلاً إلي نفسِه.ينهضُ من كرسيه وتسكنُ وجهَه ملامحَ أزمةٍ أو كارثةٍ ليسَ لها حل ،فهذا الوباء لا دواء له .ثُم يلصقُ رأسَه بالحائطِ وعيناه ساكنتان لا تتحركان،وهي لا تدري إلي أيْنَ ينظرُ إلي الأعلي أوالأسفل أو في داخله.كان المطرُ يَنهمرُ في الخارجِ وصوتُ قطراتِ المطرِ تتساقطُ بحذرٍ، فَيقطعُه صوتُ اصطدامِ رأسِه المَأزومةِ بالحائِطِ وعلي وجهِه علامات حُزنٍ شديدٍ لاحدود له.يجلسُ علي الأريكةِ المجاورةِ لمكتبِه الذي تناثرتْ عليه الأوراقُ،أوْراقُ دفاترِه التي مزقُها الجُنونُ وكأنها أوراقُ أشجارٍ سَقطت في فَصلِ الْخَريفِ ... تطلعت عيناه في ثِقَل إلي سَطحِ المكتبِ المُزدحمِ و مشي إلي مرآتِه التي أضحَت مُهشَمةً علي الأرضِ وأمسَّكَ بأكبر قطعةٍ ونظرَ إلي نفسِه،لا شئ تغير سوي ظهور بعض الكدماتِ علي وجهِه وكأنه وجه شخصٍ قد أفرغَ لتوه مشاجرةً، نظرَ حوله فلم يجد أحداً سوي نفسه وعندما اكتشف ذلك انهمرت دموعه وانسالت علي خديه وبكي كما لم يبكِ أحدٌ من قبل وكأنه فارسٌ وحيدٌ في معركةٍ مِنْ أجلِ الجَميعِ ... مُنذ أيامٍ و هو يهذي بعبارات لا معني لها ولا جدوي منها،هولا يعرفُ كيفَ يظل شعاعُ الضوْءِ الذي ينيرُ بين العبقريةِ وظُلمةِ الجُنونِ مضيئاً،ولذلكَ خير ما فعلتْهُ أنها قررت أنْ َتُدقَ بابَ الطبيبِ النفسي لأجلِه.


 


رد مع اقتباس