عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2013, 05:06 PM   #1
حلوة القلب
مميز


الصورة الرمزية حلوة القلب
حلوة القلب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1356
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : 05-09-2013 (01:46 PM)
 المشاركات : 1,091 [ + ]
 التقييم :  31
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Teal
Q12 قبل أن نلحق بالتلال الساكنة











أغالب نفسي كثيرا كي لا أنظر للوحة التاريخ المعلقة على الحائط , إذ تصيبني الحسرة على كل لحظة فاتت بغير ثواب منتظر , أو عمل صالح مرتجى , أو إصلاح فاعل ..
لكن لوحة التاريخ المعلق رغما عني تدير صفحاتها يوميا مهما حدث , حتى لو خدعت نفسي فلم اقطع منها ورقة اليوم الفائت , وتراكمت عليها أوراق الايام السابقات , ستبقى الحقيقة وحدها صادحة , أن الأمس قد مر ولن يرجع وأن الغد لسنا نضمن حالنا فيه , وأننا لا نمتلك سوى تلك الساعات التي تمر بنا , فلنحسن فيها إلى أنفسنا وغيرنا .. وإلا أضيفت لسجل الحسرة !
شريط الحياة يمر في ذاكرة أحدنا فيعرض له أيام طفولته كأنها مرت بالأمس القريب , ويذكره بسنين مرت كأنها لاتزال قائمة , إنها الحياة العاجلة , والدنيا الزائلة , سعادتها سريعة الانقضاء , وتبعاتها ثقيلة القضاء , فياويل من غفل عن الصالحات فيها فغره الغرور , ويا فلاح من تفهم وصفها فجعلها للآخرة معملا ومعدا ..
- بحسب شريط الذكريات – قد كنت أكتب ههنا مقالا قبل عام كامل عن سارق الايام ( التأجيل ) وكنت أقول أن الفعالية في الحياة مرتبطة بإدراك واجب اللحظة , وكنت أحذر نفسي وقرائي أن تنقضي منهم أيامهم بغير ما يرجوه الصالحون , ثم دارت دورة الحياة دورة صغيرة , خالطنا فيها الأعمال والأشغال والمواقف والخلق , انشغلنا في أيامنا المتسارعة كأن هناك من يدفعنا نحو الغفلة دفعا , فانقضي عام كامل , وافقنا من جديد !
حقيق على الأخيار أن يسعدوا بالإنجازات , لكن أيضا حقيق عليهم أن يهتموا كثيرا لما دارت به الأيام من أعمال , انغمسوا اثناءها في كل ما ينسي عن لقاء الله , فعاد أحدهم خالي الوفاض , فارغ الجراب , إلا من مال اكتسبه , أو شغل أنجزه , نسي فيه حظ الآخرة !
إن الحياة في نظر كثير من الناس حلوة خضرة , يتشبثون بها ويتعلقون بمكاسبها ونعمها , فلا يتصورون الرحيل عنها , ولايريدون مجرد التفكير في الرحيل !
لكن الحكماء ينظرون بنظرة مختلفة , والصالحون الذين رزقهم الله نعمة البصيرة يرون الأيام برؤية أخرى , إنها لحياة قصيرة مهما طالت , ونعمة قليلة مهما كثرت , وسعادة راحلة مهما تصورنا بقاءها , فالأعمار زائلة والموت ينادي على الناس كبيرهم وصغيرهم ولا يستثني أحدا ..
إذن فمن الممكن على اية حال لكل أحد منا أن يكون عامه هذا هو الأخير , ومن الممكن أن يكون وداعه لأيامه هو وداع الراحلين أبدا فكيف ينبغي أن نتصرف ؟!
أمامنا الآن مراجعات , أولها مع الله سبحانه , نظرة للوراء , ندقق فيها لما نظنه قد كتبه الكرام الكاتبين من ذنوب وآثام علينا في مشوار حياتنا الفائتة , نجمعها ونبذل جهدنا مااستطعنا لإحصاء مااستطعنا منها , ونضعها بين أيدينا بينما نحن نتمثل أنفسنا في موقف الحساب أمام رب الأرض والسماء
نستحضر الندم المحرق عليها ونستشعر الحزن المؤلم على أفعالنا ومعاصينا , نستثقل المسئولية إذا نحن لقينا ربنا بهذا الحمل الثقيل , نستدعي الدمعات ونسكب الحسرات , نسجد لله طلبا للغفران , ياربنا نحن الضعفاء العصاة المذنبون , جئناك بما يثقل كاهلنا ويعيق فلاحنا , نرجوك الغفران لها جميعها فأنت أهل التقوى وأهل المغفرة ..
وثانيها نظرة للحقوق والأمانات والمديونيات التي علينا فنردها , وثالثها نظرة للحقوق المعنوية , فنرد غيبة من اغتبناه , ونستسمح من كنا قد أخطانا في حقه بسباب أو غضب أو حتى صراخ وتأنيب بغير حق ..
تلكم هي البداية الصحيحة ليوم غد





 
 توقيع : حلوة القلب





رد مع اقتباس