الرخصة ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم -
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .
.==================================
======== فالدين لا يقود الناس بالسلاسل إلى الطاعات ، إنما يقودهم بالتقوى .
و غاية كل عبادة هي التقوى .
و الذي يفلت من أداء الفريضة تحت ستار الرخصة لا خير فيه مند البدء ، لأن الغاية الأولى من أداء الفريضة لا تتحقق .
و هذا الدين دين الله لا دين الناس .
و الله أعلم بتكامل هذا الدين ، بين مواضع الترخص و مواضع التشدد ..
و قد يكون وراء الرخصة في موضع من المصلحة ما لا يتحقق بدونها . بل لا بد أن يكون الأمر كذلك .
======== و من ثم أمر رسول الله – صلى الله عليه و سلم – أن يأخذ المسلمون برخص الله التي رخصها لهم .
و إذا حدث أن فسد الناس في جيل من الأجيال فإن إصلاحهم لا يتأتى من طريق التشدد في الأحكام ، و لكن يتأتى من طريق إصلاح تربيتهم و قلوبهم و استحياء شعور التقوى في أرواحهم
و إذا صح التشدد في أحكام المعاملات عند فساد الناس كعلاج رادع ، و سد للذرائع ، فإن الأمر في الشعائر التعبدية يختلف ، إذ هي حساب بين العبد و الرب لا تتعلق به مصالح العباد تعلقا مباشرا كأحكام المعاملات التي يراعى فيها الظاهر.
و الظاهر في العبادات لا يجدي ما لم يقم على تقوى القلوب .
======== و إذا وجدت التقوى لم يتفلت متفلت ، و لم يستخدم الرخصة إلا حيث يرتضيها قلبه ، و يراها هي الأولى ، و يحس أن طاعة الله في أن يأخذ بها في الحالة التي يواجهها .
أما تشديد الأحكام جملة في العبادات أو الميل إلى التضييق من إطلاق الرخص التي أطلقتها النصوص ، فقد ينشيء حرجا لبعض المتحرجين .
في الوقت الذي لا يجدي كثيرا في تقويم المتفلتين ..
و الأولى على كل حال أن نأخذ الأمور بالصورة التي أرادها الله في هذا الدين .
فهو أحكم منا و أعلم بما وراء رخصه و عزائمه من مصالح قريبة و بعيدة .
يبقى أن القول بهذا يخشى أن يحمل المترخصين على شدة الترخص ، و أن تهمل العبادات المفروضة لأدنى سبب .
مما جعل الفقهاء يتشددون ويشترطون .
|