======== 124 ========
ذكر و قرآن ..
و هما صفتان لشيء واحد .
ذكر يحسب وظيفته ، و قرآن يحسب تلاوته .
فهو ذكر لله يشتغل به القلب ، و هو قرآن يتلى و يشتغل به اللسان ، و هو منزل ليؤدي وظيفة محددة .
وظيفة القرآن بالقياس بالنسبة للكافرين هي تسجيل الاستحقاق للعذاب ..
فإن الله لا يعذب أحدا حتى تبلغه الرسالة ثم يكفر عن بينة و يهلك بلا حجة و لا معذرة .
و هكذا يعلم الناس أنهم إزاء هذا القرآن فريقان : فريق يستجيب فهو حي ، و فريق لا يستجيب فهو ميت .
و هو قرآن عربي ، مستقيم ، واضح ، لا لبس فيه و لا عوج و لا انحراف .
يخاطب الفطرة بمنطقها القريب المفهوم .
======== 125 ========
و القرآن يشتمل الذكر كما يشتمل غيره من التشريع و القصص و التهذيب ..
و لكن الذكر و الاتجاه إلى الله هو الأول .
و هو الحقيقة الأولى في هذا القرآن .
بل إن التشريع و القصص و غيرهما إن هي إلا بعض هذا الذكر فكلها تذكر بالله و توجه القلب إليه في هذا القرآن .
و قد يكون و القرآن " ذي الذكر " أي المذكور المشهور وهو وصف أصيل للقرآن .
نزل هذا القرآن للناس بالحق ..
الحق في طبيعته ، و الحق في منهجه ، و الحق في شريعته ..
الحق الذي تقوم عليه السماوات و الأرض .
و يلتقي عليه نظام البشرية في هذا القرآن و نظام الكون كله في تناسق .
هذا الحق نزل للناس ليهتدوا به و يعيشوا معه و يقوموا عليه .
|