سلبيات التسلط الأبوي
سلبيات التسلط الأبوي
مهارات ومعارف
كان الناس يسألون رسول الله عن الخير و كنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني".
حذيفة بن اليمان
حتى لا تكون أبا سلبيا؟!
أعتقد أنه من الصعب الحديث عن الأب المثالي ووضع قائمة طويلة بالصفات الإيجابية التي ينبغي توافرها في الشخص لينال صفة" الأب المثالي" و في الوقت نفسه لا ينبغي التركيز باستمرار على تثقيف و إعداد و تعليم الآباء كيف ينبغي أن يكونوا.
وكيف يجب أن يتعاملوا"؟ ولذلك سأحاول من خلال التجارب التي تكونت بالاحتكاك بالآباء و الأبناء و متابعة المشكلات السلوكية التي تطبع صور الأبناء أن أثير الصفات التي تجعل من الأب إنساناً سلبيا عاجزاً عن أداء مهمته بل و تسحب منه صلاحيته لتولي مهمة " أب" نحاول كذلك التعرض للمصائد التي ينبغي على الآباء الحذر حتى لا يسقطوا في أوحالها.
أنماط والديه انتبه لها
1- السيطرة: الأب المتسلط
السلوك التسلطي أو " الأبوية" وحب السيطرة يشكل النموذج التقليدي الأبوي و هو إلى حد ما ما يزال مقبولاً و متبعا في العديد من المجتمعات، و يمارس في غالب الأحيان من خلال العادات و التقاليد المهيمنة على المجتمع و الأسرة.
لكن المخاوف و المحاذير التي يثيرها السلوك التسلطي عند الأب كثيرة و خطيرة فالسيطرة التي يمارسها من خلال أبوته تجعله يتبني مواقف معينة ليس لاقتناعه بها و لكن فقط لأن وظيفته الأبوية، تفرضها عليه، و بذلك تطفي صورة الأب كمؤسسة اجتماعية و تقليدية، على صورة الأب الحقيقية.
الشيء الذي يجعل منه أسيرا لصورة معينة تفقده ذاتية الفعالة وتدخله أحيانا كثيرة في متاهات صراع نفسي داخلي بين ما تفرضه قناعاته و ما تحتمه العادات و التقاليد.
و كثيرا ما يعتقد هذا الصنف من الآباء أن التنازل عن السلوك التسلطي و لو بابتسامه خفيفة سيسقطهم من على عروشهم و يسحب منهم الوقار!
من سلبيات التسلط الأبوي
1- التعب المستمر
حرص الأب للحفاظ على صورته هذه تتعبه كثيرا لأنها تجرده من التلقائية و تفرض عليه كلفة دائمة تنتهي به إلى معاناة مستمرة فكرة للأبوة.
فكلما كان الإنسان صلبا متشدداً في مواقفه كلما تخلي عن إنسانيته أمام الأبناء و تحول بالنسبة إليهم إلى أله الإصدار الأوامر و النواهي.
إن إنسانية الإنسان و الدور المتسلط لا يلتقيان في شخص واحد وإذا افتقد الأب إنسانيته وسط أسرته كان لذلك تأثير سلبي على الجميع.
2- انقل الصورة للأجيال
سلبية التسلط لا تنتهي عند الأب بل تنتقل للأبناء و لذلك لا غرابة أن تجد أبا شابا يمارس أيوته بتسلط شديد إذ رسخ لديه نموذج الأب التقليدي، و المشكل الأكبر ليس في تسلط الأب الشاب و لكن في عدم تناسق شخصيته غالبا مع سلوك التسلط مما يجعله يبالغ في التهديدات و الأوامر و العقاب و الإحراج و السخرية، الشيء الذي يجعل من الأسرة حلبة للصراع والاختلافات و محكمة لإصدار التهم والأحكام العقابية و محيطا تصعب الحياة فيه، و بيئة لا تعرف تواصلا بين أفرادها في غير الأوامر و النواهي.
موقف الأبناء وردة فعلهم و الدفاع عن النفس ضد هذا الاضطهاد و إما الخضوع و تشرب السلوك ذاته، و في كلتا الحالتين نجد أنفسنا أمام سلوكيات تحتاج لمعالجة و تصحيح.
![]()
|