======== 80 ========
لقد جاء على هذا القرآن زمان في أيام الفتن الأولى كثرت فيه الفرق ، و كثر فيه النزاع ، و طمت فيه الفتن ، و تماوجت فيه الأحداث .
و راحت كل فرقة تبحث لها عن سند في هذا القرآن و في حديث رسول الله – صلى الله عليه و سلم – و دخل في هذه الفتن و ساقها أعداء هذا الدين الأصلاء من اليهود – خاصة – ثم من " القوميين " دعاة القومية الذين تسموا بالشعوبيين .
كما استطعت هذه الفرق في تلك الفتن أن تؤول معاني النصوص القرآنية ، و أن تحاول أن تلوي هذه النصوص لتشهد لها بما تريد تقريره من الأحكام و الاتجاهات .
و لكنها عجزت جميعا – و في أشد أوقات الفتن حلوكة و اضطربا – أن تحدث حدثا واحدا في نصوص هذا الكتاب المحفوظ ، و بقيت نصوصه كما أنزلها الله ، حجة باقية على كل محرف و كل مؤول ، و حجة باقية كذلك على ربانية هذا الذكر المحفوظ .
======== 81 ========
لقد جاء القرآن الكريم يهدد المشركين المكذبين و يتوعدهم ، و يعرض عليهم مصارع المكذبين الغابرين و مصائرهم ..
و يكشف للرسول – صلى الله عليه و سلم – عن علة تكذيبهم و عنادهم ، و هي لا تتعلق به و لا بالحق الذي معه ، لكنها ترجع إلى العناد الذي لا تجدي معه الآيات البينات .
و من ثم يسلي الرسول – صلى الله عليه و سلم – و يواسيه ، و يوجهه إلى الإصرار على الحق الذي معه ، و الصدع به بقوة في مواجهة الشرك و أهله ..
و الصبر بعد ذلك على بطء الاستجابة و وحشة العزلة ، و طول الطريق .
|