فأولئك يتوب الله عليهم ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .
===================================
======== { إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم .. } النساء
إن التوبة التي يقبلها الله ، و التي تفضل فكتب على نفسه قبولها هي التي تصدر من النفس ، فتدل على أن هذه النفس قد أنشئت نشأة أخرى .
قد هزها الندم من الأعماق ، و رجها رجا شديدا حتى استفاقت فثابت و أنابت ، وهي في فسحة من العمر ، و بحبوحة من الأمل و استجدت رغبة حقيقية في التطهر ، و نية حقيقية في سلوك طريق جديد .
======== و الذين يعملون السوء بجهالة هو الذين يرتكبون الذنوب ..
و الجهالة معناها الضلالة عن الهدى – طال أمدها أم قصر – ما دامت لا تستمر حتى تبلغ الروح الحلقوم ..
و الذين يتوبون من قريب : هم الذين يثوبون إلى الله قبل أن يتبين لهم الموت ، و يدخلوا في سكراته ، و يحسوا أنهم على عتباته .
فهذه التوبة حينئذ هي توبة الندم ، و الانخلاع من الخطيئة ، و النية على العمل الصالح و التكفير .
======== و هي إذن نشأة جديدة للنفس ، و يقظة جديدة للضمير .. " فأولئك يتوب الله عليهم "
" و كان الله عليما حكيما "
يتصرف عن علم و عن حكمة .
و يمنح عباده الضعاف فرصة العودة إلى الصف الطاهر ، و لا يطردهم أبدا وراء الأسوار ، و هم راغبون رغبة حقيقية في الحمى الآمن و الكنف الرحيم .
و الله – سبحانه – غني عنهم ، و ما تنفعه توبتهم ، و لكن تنفعهم هم أنفسهم ، و تصلح حياتهم و حياة المجتمع الذي يعيشون فيه ، و من ثم يفسح لهم في العودة إلى الصف تائبين متطهرين .
|