عرض مشاركة واحدة
قديم 05-14-2020, 09:45 AM   #54
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



======== 96 ========

كان القرآن يدعوهم إلى استخدام قلوبهم و عيونهم و آذانهم .

فلا يكونوا من ذرء جهنم و لا يكونوا من الغافلين ..

كان يدعوهم إلى التدبر في أمر رسولهم – صلى الله عليه و سلم - الذي يدعوهم إلى الحق و يهديهم به ..

و إلى النظر في ملكوت السماوات و الأرض و آيات الله المبثوثة في هذا الملكوت ..

و كان يوقظهم إلى مرور الوقت و ما يؤذن به من اقتراب الأجل المجهول ، و هم غافلون .

إن القرآن يهزهم من غفوتهم ، ويوقظهم من غفلتهم ، و يستنقذ - من تحت الركام – فطرتهم و عقولهم و مشاعرهم ..

إنه يخاطب كينونتهم البشرية كلها ، بكل ما فيها من أجهزة الاستقبال و الاستجابة ..

إنه لا يوجه إليهم جدلاً ذهنياً بارداً ، إنما هو يستنقذ كينونتهم كلها و ينفضها من أعماقها .

======== 97 ========

إن اللمسات التي تتعدد في الآية الواحدة ، لتكشف لنا عن منهج هذا القرآن في خطاب الكينونة البشرية ..

إنه لا يدع جانباً واحداً منها لا يخاطبه ، ولا يدع وتراً منها واحداً لا يوقع عليه ..

إنه لا يخاطب الذهن و لكن لا يهمله ، ففي الطريق – و هو يهز الكيان البشري كله – يلمسه و يوقظه .

إنه لا يسلك إليه طريق الجدل البارد ، و لكنه يستحييه لينظر و يتفكر و حرارة الحياة تسري فيه و تيارها الدافق ..

فالإنسان هو الإنسان لم يتبدل خلقاً آخر .

و القرآن هو القرآن كلام الله الباقي ، و خطاب الله لهذا الإنسان الذي لا يتغير .. مهما تعلم و تطور .


 


رد مع اقتباس