الإيمان و العمل الصالح ....
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلمصا
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .
===================================
======== { فمن يعمل من الصالحات و هو مؤمن فلا كفران لسعيه و إنا له كاتبون } الأنبياء .
هذا هو قانون العمل و الجزاء ..
لا جحود و لا كفران للعمل الصالح متى قام على قاعدة الإيمان ..
و هو مكتوب عند الله لا يضيع منه شيء و لا يغيب .
و لا بد من الإيمان لتكون للعمل الصالح قيمته ، بل ليثبت للعمل الصالح وجوده .
و لا بد من العمل الصالح لتكون للإيمان ثمرته ، بل لتثبت للإيمان حقيقته .
======== إن الإيمان هو قاعدة الحياة ، لأنه الصلة الحقيقية بين الإنسان و هذا الوجود ، و الرابطة التي تشد الوجود بما فيه و من فيه إلى خالقه الواحد ، و ترده إلى الناموس الواحد الذي ارتضاه ..
و لا بد من القاعدة ليقوم البناء .
و العمل الصالح هو هذا البناء .
فهو منهار من أساسه ما لم يقم على قاعدته .
======== و العمل الصالح هو ثمرة الإيمان التي تثبت وجوده و حيويته في الضمير .
و الإسلام بالذات عقيدة متحركة متى تم وجودها في الضمير تحولت إلى عمل صالح هو الصورة الظاهرة لإيمان المضمر .. و الثمرة اليانعة للجذور الممتدة في الأعماق .
======== و من ثم يقرن القرآن دائماً بين الإيمان و العمل الصالح كلما ذكر العمل و الجزاء .
فلا جزاء على إيمان عاطل خامد لا يعمل و لا يثمر .
ولا على عمل منقطع لا يقوم على الإيمان .
و العمل الطيب الذي لا يصدر عن إيمان إنما هو مصادفة عابرة لأنه غير مرتبط بمنهج مرسوم ، و لا موصول بناموس مطرد .
و إن هو إلا شهوة أو نزوة غير موصولة بالباعث الأصيل للعمل الصالح في هذا الوجود .
و هو الإيمان بإله يرضى عن العمل الصالح ، لأنه وسيلة البناء في هذا الكون ، و وسيلة الكمال الذي قدره الله لهذه الحياة .
فهو حركة ذات غاية مرتبطة بغاية الحياة و مصيرها ، لا فلتة عابرة ، و لا نزوة عارضة ، و لا رمية بغير هدف .
و الجزاء على العمل يتم في الآخرة حتى و لو قدم منه قسط في الدنيا .
|