======== 106 ======
قرآن أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير .
أحكمت آياته ، فجاءت قوية البناء ، دقيقة الدلالة ، كل كلمة فيها و كل عبارة مقصودة ..
و كل معنى فيها و كل توجيه مطلوب ..
و كل إيماءة و كل إشارة ذات هدف معلوم .
متناسقة لا اختلاف بينها و لا تضارب ، و منسقة ذات نظام واحد
ثم فصلت .
فهي مقسمة وفق أغراضها ، مبوبة وفق موضوعاتها ، و كل منها له حيز بمقدار ما يقتضيه .
======== 107 ========
إن القلة المؤمنة كانت تواجه فترة حرجة من تاريخ الدعوة .
و هذا يصور لنا حاجة الموقف إلى هذه المعركة التقريرية الإيحائية ، كما يصور طبيعة هذا القرآن الحركية ، وهو يواجه ذلك الواقع و يجاهده جهاداً كبيراً .
إن هذا القرآن لا يتذوقه إلا من يخوض مثل هذه المعركة ..
و يواجه مثل تلك المواقف التي تنزل فيها القرآن ليواجهها و يوجهها .
و الذين يتلمسون معاني القرآن و دلالاته وهم قاعدون .
يدرسونه دراسة بيانية أو فنية لا يملكون أن يجدوا من حقيقته شيئاً في هذه القعدة الباردة الساكنة ، بعيداً عن المعركة و بعيداً عن الحركة ..
إن حقيقة هذا القرآن لا تتكشف للقاعدين أبداً ..
و إن سره لا يتجلى لمن يؤثرون السلامة و الراحة مع العبودية لغير الله ، و الدينونة للطاغوت من دون الله .
|