عرض مشاركة واحدة
قديم 06-16-2020, 09:56 AM   #62
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي





======== 110 ========

و ما من شك أن هذا القرآن جاء رحمة للعالمين .

رحمة لمن آمنوا به و اتبعوه ورحمة كذلك لغيرهم .

لا من الناس وحدهم ، و لكن للأحياء جميعاً .

فقد سن منهجاً و رسم خطة تقوم على الخير للجميع .

و أثر في حياة البشرية ، و تصوراتها ، و مدركاتها ، و خط سيرها ، و لم يقتصر في هذا على المؤمنين به إنما كان ُتأثيره عالمياً و مطرداً مند أن جاء للعالمين .

و الذين يتتبعون التاريخ البشري بإنصاف و دقة ، و يتتبعونه في معناه الإنساني العام ، الشامل لجميع أوجه النشاط الإنساني يدركون هذه الحقيقة ، و يطمئنون إليها .

و كثيرون منهم قد سجلوا هذا و اعترفوا به في وضوح .

و قام هذا القرآن يؤدي وظيفته .

" بشيراً و نذيراً "

يبشر المؤمنين العاملين ، و ينذر المكذبين المسيئين ..

و يبين أسباب البشرى و أسباب الإنذار بأسلوبه العربي المبين لقوم لغتهم العربية .

و لكن أكثرهم مع هذا لم يقبل و يستجيب .

======== 111 ========

و المتدبر لهذا القرآن يجد فيه ذلك الحق الذي نزل به ، و الذي نزل ليقره .

يجده في روحه ، ويجده في نصه ، و يجده في بساطة و يسر .

حقاً مطمئناً فطرياً ، يخاطب أعماق الفطرة ، و يطبعها و يؤثر فيها التأثير العجيب .

و هو " تنزيل من حكيم حميد " ..

و الحكمة ظاهرة في بنائه ، و في توجيهه ، و في طريقة نزوله و في علاجه للقلب البشري من أقصر طريق .

و الله الذي نزله خليق بالحمد .

و في القرآن ما يستجيش القلب لحمده الكثير .

هذا القرآن هدى للمؤمنين و شفاء ، فقلوب المؤمنين هي التي تدرك طبيعته و حقيقته ، فتهتدي به و تشتفي .

فأما الذين لا يؤمنون فقلوبهم مطموسة لا تخالطها بشاشة هذا القرآن ، فهو وقر في آذانهم و عمىً قي قلوبهم .

و هم لا يتبينون شيئاً لأنهم بعيدون جداً عن طبيعة هذا القرآن و هواتفه .

فناس يفعل هذا القرآن في نفوسهم فينشئها إنشاء ، و يحييها إحياء ، و يصنع بها و منها العظائم في ذاتها و فيما حولها .

و ناس يثقل هذا القرآن على آذانهم و على قلوبهم ، ولا يزيدهم إلا صماً و عمى .

و ما تغير القرآن .

و لكن تغيرت القلوب .

و صدق الله العظيم .


 


رد مع اقتباس