الموضوع: حرفٌ يحكي.......
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-18-2016, 02:54 PM   #32
عمر آلعمر
آبوذيآب


الصورة الرمزية عمر آلعمر
عمر آلعمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 03-25-2024 (11:19 PM)
 المشاركات : 10,149 [ + ]
 التقييم :  273
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkred
افتراضي




قصيدة أكثر من رائعة ..
فيها من النصائح الثمينة، والمواعظ البليغة، فهي لآلئ منثورة، وجواهر منظومة،
وكل بيت منها يحمل حكمة تغني عن قراءة رسالة أو كتاب ..


الجَدُّ في الجدِّ والحِرمانُ في الكَسَلِ
فانصبْ تُصِبْ عنْ قريبٍ غايةَ الأملِ


واصبرْ على كلِّ ما يأتي الزَّمانُ بهِ
صبرَ الحُسامِ بكفِّ الدّراعِ البَطَلِ


وجانبِ الحرصَ والأطماعَ تحظَ بما
ترجو من العزِّ والتأييدِ في عَجَلِ


ولا تكونَنْ على ما فاتَ ذا حَزَنٍ
ولا تظلَّ بما أُوتيتَ ذا جَذَلِ


واستشعرِ الحِلمَ في كلِّ الأمورِ ولا
تُسرع ببادرةٍ يوماً إلى رجلِ


وإنْ بُليتَ بشخصٍ لاَ خَلاقَ لهُ
فكُنْ كأنَّكَ لمْ تسمعْ ولمْ يَقُلِ


ولا تُمارِ سفيهاً في مُحاورَةٍ
ولا حليماً لكيْ تنجو منَ الزَّلَلِ


وَلاَ يغرَّنكَ منْ يُبدي بشاشَتَهُ
إليكَ خِدعاً فإنَّ السُّمَ في العَسَلِ


وإنْ أردتَ نَجاحاً أو بلوغَ مُنىً
فاكتُمْ أمورَكَ عن حافٍ ومُنتعلِ


إنَّ الفتى من بماضي الحَزْمِ مُتَّصفٌ
وَمَا تعوّدَ نقصَ القولِ والعملِ


وَلاَ يقيمُ بأرضٍ طابَ مسكنُها
حتى يقدَّ أديمَ السَّهلِ والجَبَلِ


وَلاَ يضيعُ ساعاتِ الزَّمانِ فلنْ
يعودَ مَا فاتَ مِنْ أيامهِ الأولِ


وَلاَ يُراقِبُ إلاَّ مَنْ يُراقِبُهُ
وَلاَ يُصاحبُ إلاَّ كلَّ ذي نُبُلِ


وَلاَ يعدُّ عُيوباً في الوَرَى أبداً
بل يعتني بالذَّي فيهِ من الخَلَلِ


وَلاَ يظُنُّ بهمْ سُوءاً وَلاَ حَسَناً
بل التجاربُ تَهديهِ عَلَى مَهَلِ


وَلاَ يُؤَمِّلُ آمالاً بصبحِ غدٍ
إلاَّ على وَجَلٍ من وثبةِ الأجلِ


وَلاَ يَصدُّ عن التقوى بصيرتَهُ
لأنها للمعالي أوضحُ السُّبُلِ


فمنْ تكنْ حُللُ التقوى ملابسَهُ
لمْ يخشَ في دهرهِ يوماً من العَطَلِ


مَنْ لمْ يصنْ عِرضَهُ مما يُدَنِّسهُ
عارٍ وإن كانَ مغموراً منَ الحُلَلِ


مَنْ لم تُفدهُ صُروفُ الدهر تجربةً
فيما يحاولُ فليرعى مع الهَمَلِ


مَنْ سالَمتهُ الليالي فليثِقْ عَجِلاً
منها بحَرْبِ عدوٍّ جاءَ بالحِيَلِ


منْ ضيَّعَ الحَزْمَ لم يظفرْ بحاجتِهِ
ومنْ رمى بسهامِ العُجْبِ لمْ ينَلِ


منْ جادَ سادَ وأحيا العالمونَ لهُ
بديعَ حمدٍ بمدحِ الفِعلِ مُتَّصِلِ


منْ رامَ نيلَ العُلى بالمالِ يجمعُهُ
من غيرِ جُودٍ بُلي منْ جهلهِ وَبُلي


منْ لمْ يصُنْ نفسَهُ ساءَتْ خليقتُهُ
بكلِّ طَبْعٍ لئيم غيرِ مُنتَقلِ


منْ جالسَ الغاغَة النُّوكَى جَنَى نَدَماً
لنفسهِ ورُمي بالحادثِ الجَلَلِ


فخُذْ مقالَ خبيرٍ قد حَوى حِكَماً
إذ صغتُها بعدَ طولِ الخُبر في عَمَلي


"بهران الزيدي" المتوفي سنة "975ه"


 
 توقيع : عمر آلعمر
إذَآ مَرَرّتُمْ مِنْ هُنَآ ( فَآسْتَغْفِرُوُا
لَعْلّ الله يَغْفِرْ لْيِ ذُنوُبيِ * [ وَذُنوُبَكُمْ ) -


رد مع اقتباس