عرض مشاركة واحدة
قديم 08-22-2013, 04:56 PM   #1
عمر آلعمر
آبوذيآب


الصورة الرمزية عمر آلعمر
عمر آلعمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 04-26-2024 (11:48 PM)
 المشاركات : 10,162 [ + ]
 التقييم :  273
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkred
Q22 | خاطب الدوافع النبيلة لدى الأخرين ..



| خاطب الدوافع النبيلة لدى الأخرين ..

في داخل كل إنسان نفحة من الروح،, وطينة من الحمأ المسنون,,
مهما كان حال الإنسان،, خيّراً كان أو شريراً ..
فحتى ذلك الشرير حينما تخاطب جذور الدوافع النبيلة الموجودة فيه
وتتوسل بها في تعاملك معه فإنّه يشعر في قرارة نفسه أنك ذو فضل عليه
وأنك تقدره وتحترمه،, وبالتالي فإنّه يخجل من أن لا يتعامل
معك بطريقة لائقة ..
هذا بالنسبة للإنسان الشرير، فكيف بالخيّر ..؟!
أنّ الدوافع النبيلة أكثر إستيقاظاً في الإنسان الخيِّر منه في الشرير,,
لأنّ الأول هو البيئة الصالحة للخير ..
وإذا كان الأمر كذلك فإن التوسل بالدوافع النبيلة والخيرة في الناس
ومخاطبتها طريقة للتعامل الحكيم معهم، وجذبهم، والتأثير فيهم ..

فمثلاً إذا قلت لشخص ما:
إنني أثق بك، وأصدّق وعودك، فإنّه حتى لو كان ممن ليس كذلك لا بدّ
أنه سيحاول أن يحتفظ بتلك الصورة التي إرتسمت عندك عنه ..
وكما يقال:
حينما تبني للإنسان قصراً من الزجاج في قلبك، فلن يحاول أن يرميه بحجر..!
وحينما تطلب من إنسان القيام بعمل، وتبدأ طلبك بأن تقول له:
"إنني أتوسم فيك الخير، وأني لواثق من أنك لن ترد طلبي، فإنّه سيقوم
بالعمل لك ولن يردك خائباً ..
وقد تسأل: لماذا ..؟!
والجواب:
لأنك رسمت له صورة جميلة في ذهنك، وتوسلت بدوافع النبل في أعماقه ..
وما من إنسان إلا ويحب الخير في قرارة قلبه، والتعامل معه على هذا الأساس
الأساس لابدّ وأن يثير الرغبة فيه فعلاً، وتتجه كل خلية من خلاياه نحو
العمل الصالح، فالإنسان حتى لو كان شريراً فإنّه لن يعترف بأنّه شرير ..
ولربما يعتقد أو يدعي بأنّه يتوسل في معاملاته مع الناس بطريقة صالحة ..

يقال أن صحفياً أراد أن يلتقط صورة فوتوغرافية في حالة غير لائقة لأحد
المشاهير، فالتفت إليه هذا الشخص وقال له:
"إنّ مثل هذه الصورة لن تروق لأمي، ولن ترضيها"
وسرت هذه الكلمات في مسامع الصحفي، وحركت مشاعره، فامتنع
عن التقاط الصورة والسبب أنّ الأوّل توسل بدافع نبيل في الإنسان وهو
حبه لأمه ومحاولته جلب رضاها ..

وثمة نقطة من المهم ذكرها، أنّ الإنسان تحت ظروف خاصة – كتحقيق
منافع، أو كسب رضا السلطان والتزلف له – قد يميت دوافع النبل والخير
فيه، فمهما توسلت بالدوافع النبيلة فيه فإنّه يخالف عقله، فلا يستجيب
ويصر في عناده ..
فلكي تتعامل مع الناس بحكمة ونجاح، وتكسبهم إلى جانبك، إعمل على
أن تخاطب دوافع النبل والخير فيهم ..

مما راق لي وأفادني فصحبته معي إلى هنا ..


 
 توقيع : عمر آلعمر
إذَآ مَرَرّتُمْ مِنْ هُنَآ ( فَآسْتَغْفِرُوُا
لَعْلّ الله يَغْفِرْ لْيِ ذُنوُبيِ * [ وَذُنوُبَكُمْ ) -


رد مع اقتباس