الموضوع: في ذكرى رحيلها
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2016, 09:57 PM   #1
محمدبن عبدالعزيز


الصورة الرمزية محمدبن عبدالعزيز
محمدبن عبدالعزيز غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3154
 تاريخ التسجيل :  Jan 2016
 أخر زيارة : 02-10-2023 (11:02 PM)
 المشاركات : 5,505 [ + ]
 التقييم :  220
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي في ذكرى رحيلها








أكثر من عشر سنوات مرت على رحيلها ..
حاولت وحاولت أن أرثيها ولو بشطر بيت ..!
فلم أفلح ...
كل عام يمضي يزداد الأمر صعوبة ..
ليتي أعرف فقط لماذا ..؟!
هل الفقد أكبر من أن تعبر عنه الكلمات ..؟!
هل الألم أقوى من أن تجدي فيه المسكنات ..؟!
هل وهل ! وما من جواب ..!!


خرجت إلى هذه الحياة وأنا أقلب نظري فيما حولي ..
فلم أجد شيء يشد انتباهي ..!
كل ما حولي من ألوان وبشر وجماد ونبات !
لا يشعرني بشيء ..!
لا أعرف ما هذه الأشياء ..!
وماذا تعني ..!
ولم هي موجودة ..!


عندما اتحرك من موضعي ..!
أشعر بفراغ وخوف ورهبة ..
فتزداد حركاتي ويعلو صراخي من هذا الشعور ..
وفي لحظة ! أشعر وكأن هناك شيء يرفعني برفق ..!
ينتشلني من هذا الفراغ إلى عالم آخر ..
إلى مكان أشعر فيه بوجودي ..
أشم فيه رائحة تنعشني ..
تشعرني بالأمن والاطمئنان ..
يشبع جوعي ويروي عطشي ..
فتغشاني السكينة فأغمض عيناي ..!
وعندما صحوت ..!
عرفت أن ما كان يشعرني بالخوف والرهبه هي الحياة ..
وأن ما كان يشعرني بالأمن والأمان كان حضن أمي ..
حضن أمي ...
أول مسكن أقمت فيه بعد خروجي إلى الحياة ..
كبرت وتغير كل شيء حولي ...
وكثرت معاناتي مع الحياة ..
كل شيء تغير ..!
إلا ذاك المسكن لم يتغير ...
رغم الرياح الهوجاء ,, والعواصف والزلازل ..
بقي صامداً مشرع الأبواب ..
لم تغلقه الرياح يوماً ..
الجأ إليه كل ما شعرت بألم ,, بحزن ,, بهم ..
فكنت أجد فيه الأمن والأمان ..
أجد فيه كل معنى للحياة ,, للحب ,, للأمل ..
عندما أكون خارجه ينتابني غرور وإحساس بالقوة ..
وبالحرمان ,, والظلم في كثير من الأحيان ..
وما أن أعود إليه أعود طفلاً مدللاً ..
طفلاً سعيداً هانئاً ..

وذات يوم انتابني شعور غريب وإحساس رهيب ..
إحساس لم أعرف له مثيل من قبل ..
فجئت مسرعاً إلى مسكني ,, إلى حصني ,,
إلى أمني وأماني ...
لعلي أتخلص من ذلك الشعور ..!
فلم أجده ..!!
فاعتقدت للوهلة الأولى أني أضعت الطريق إليه ..
ولكن سرعان ما امتدت إلي يد شقيقتي تجرني اليها ..
والمطر ينهمر من عينيها ..
والحزن قد ألجم شفتيها ..
تعال أخي ...
لم تعد هناك مظلة تحمينا من المطر ..!
ومنذ ذاك الحين ..!!
لم يعد لدي مسكن ...
ولا مظلة ...
بل ولا حتى مطر ...




محمد بن عبدالعزيز








 


رد مع اقتباس