الموضوع: قصص جدي الثلاث
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-2018, 04:55 PM   #187
مجبورة


الصورة الرمزية مجبورة
مجبورة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3184
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 05-13-2022 (04:00 AM)
 المشاركات : 6,342 [ + ]
 التقييم :  203
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cornsilk
افتراضي




■ كان هناك ساق اسمه محمد ، يبيع الماء للناس وهو يتجول بجرته الطينية في الأسواق ، وقد أحبه كل الناس لحسن خلقه ولنظافته.
ذات يوم سمع الملك بهذا الساقي فقال لوزيره اذهب و أحضر لي محمد الساقي.
ذهب الوزير ليبحث عنه في الأسواق إلى أن وجده وأتى به الملك.
قال الملك لمحمد: من اليوم فصاعداً لا عمل لك خارج هذا القصر ستعمل هنا في قصري تسقي ضيوفي وتجلس بجانبي تحكي لي طرائفك التي اشتهرت بها.
قال محمد : السمع والطاعة.
ثم عاد محمد إلى زوجته يبشرها بالخبر السعيد وبالغنى القادم ، وفي الغد لبس أحسن ما عنده وغسل جرته وقصد قصر الملك. دخل الديوان الذي كان مليئا بالضيوف وبدأ بتوزيع الماء عليهم وكان حين ينتهي يجلس بجانب الملك يحكي له الحكايات والطرائف المضحكة ، وفي نهاية اليوم يقبض ثمن تعبه ويغادر إلى بيته .
بقي الحال على ما هو عليه مدة من الزمن ، إلى أن جاء يوم شعر فيه الوزير بالغيرة من محمد بسبب المكانة التي احتلها في قلب الملك. وفي يوم حين كان الساقي عائدا إلى بيته تبعه الوزير وقال له: يا محمد إن الملك يشتكي من رائحة فمك الكريهة. تفاجأ الساقي وسأله: وماذا أفعل حتى لا أؤذيه برائحة فمي؟ فقال الوزير: عليك أن تضع لثاماً حول فمك عندما تأتي إلى القصر. فقال محمد: حسنا سأفعل.
وعندما أشرق الصباح وضع الساقي لثاماً حول فمه وحمل جرته واتجه إلى القصر كعادته. فاستغرب الملك منه ذلك لكنه لم يعلق على الأمر ، واستمر محمد يلبس اللثام يوماً بعد يوم إلى أن جاء يوم وسأل الملك وزيره عن سبب وضع محمد للثام ، فقال الوزير: أخاف يا سيدي إن أخبرتك قطعت رأسي. فقال الملك: لك مني الأمان فقل ما عندك. قال الوزير: لقد اشتكى محمد الساقي من رائحة فمك الكريهة يا سيدي.
أرعد الملك وأزبد وذهب عند زوجته فأخبرها. قالت : من سوّلت له نفسه قول هذا غداً يُقطع رأسه ليكون عبرة لمن سولت له نفسه الانتقاص منك. قال لها: ونعم الرأي. وفي الغد استدعى الملك الجلاد وقال له: من رأيته خرج من باب قصري حاملاً باقة ورد فاقطع رأسه.
حضر الساقي إلى القصر كعادته في الصباح وقام بتوزيع الماء ، وحين حان موعد عودته إلى بيته أعطاه الملك باقة ورد هدية له ، وعندما هم الساقي بالخروج التقى بالوزير الذي قال له: من أعطاك هذه الورود؟ قال محمد: الملك. فقال له الوزير: أعطني إياها فأنا أحق بها منك. فأعطاه الساقي الباقة وانصرف ،
وعندما خرج الوزير رآه الجلاد حاملاً باقة ورد فقطع رأسه.
وفي الغد حضر الساقي كعادته دائماً ملثماً حاملاً جرته وبدأ بتوزيع الماء على الحاضرين. استغرب الملك رؤية الساقي لظنه أنه ميت ، فنادى عليه وسأله: ما حكايتك مع هذا اللثام؟ قال محمد: لقد أخبرني وزيرك يا سيدي أنك تشتكي من رائحة فمي الكريهة وأمرني بوضع لثام على فمي كي لا تتأذى.
سأله الملك مرة أخرى وباقة الورد التي أعطيتك إياها؟
قال محمد: أخذها الوزير ، فقد قال إنه هو أحق بها مني. فابتسم الملك وقال حقاً هو أحق بها منك ، وحسن النية مع الضغينة لا يلتقيان.

عندما تكون نقياً من الداخل، يمنحك الله نوراً من حيث لا تعلم،
يحبك الناس من حيث لا تعلم، و تأتيك مطالبك من حيث لا تعلم،
صاحب النية الطيبة هو من يتمنى الخير للجميع دون استثناء ، فسعادة الآخرين لن تؤخذ من سعادتك ،
وغِناهم لن ينقص من رزقك ، وصحتهم لن تسلبك عافيتك ، واجتماعاتهم بأحبتهم لن يفقدك أحبابك.
فلتكن الشخص
الذي يمتلك النية الطيبة دوماً.




 
 توقيع : مجبورة


كفنت اعوامي ولكن لم اجدقبرا لها ...
فدفنتها في مفرقي!هذا البياض حكايه العمر الذي بعثرته.....


MЈβôѓĂ


لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين


رد مع اقتباس