رأى اللوم من كل الجهات فراعه
فلا تنكروا إعـراضـه وامتـناعــه
هو الضبي أدنى ما يكون نفاره
وأصعـب شيءٍ ما يثيـر ارتياعـه
ولا تسألـوه عن فؤادي فإنني
عـلمت يـقـيـناً أنه قـد أضـاعـــه
ويا ليته قد كان من أول الهوى
أطاع عـذولي واكتـفـينا نزاعــه
أشاع الذي أغرى بنا ألسن العدى
وما ضر بالدنيا سوى ما أشاعه
لــه الله ظبيـاً كل شيءٍ يروعـه
ويا ليت لي شيئاً يزيل ارتياعـه
ذرعت الفلا شرقاً وغرباً لأجله
وصيرت أخفاف المطى ذراعه
فلم يبق بر ما طويت بسـاطـه
ولم يبقى بحر ما رفعت شراعه
أبو الفتح النحاس
|