الموضوع: الحب الكبير
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2010, 12:03 PM   #1
زارع الورد


الصورة الرمزية زارع الورد
زارع الورد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 162
 تاريخ التسجيل :  Jun 2009
 أخر زيارة : 02-21-2024 (05:23 AM)
 المشاركات : 3,124 [ + ]
 التقييم :  96
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الحب الكبير



كثير هي المشاعر التي نحس بها تجاه من تربطنا بهم

صلة وقربى ..بحيث لا نجد غرابة في حبهم ولا نلام

إذا بلغوا منزلة عظيمة في قلوبنا ..لأنه حب فطري ينزرع

في وجودنا ويسير معنا حيث نسير ..

فهل هناك حب أعظم وأشمل من ذلك ؟؟

نعم . هناك مورد من الحب لا ينضب وشلال من العشق

لا يتوقف وإن توقف نبض القلوب .

قد لا نتحدث عنه كثيراً لكننا نتنفسه ليل نهار ولا حياة لنا بدونه

هو حب وعطاء ، تضحية وفداء ، حياة وبقاء .

وإذا أردنا أن نكتشف سر ذلك الحب الكبير فلننظر إلى أثر تلك

القدم وسط الصحراء تأبى الرمال طمسها رحمة وحناناً وكأنما

نحتت ونقشت نقشاً عليها .

ولننظر إلى تلك النخلة الصامدة بين الكثبان رغم الجفاف والحر

لا تبخل ببلحها وظلها .. وبين أسطر تلك التموجات الرملية الصغيرة

قصة وأصالة .. تاريخ وعروبة .. تحكيها الرياح مع هبوبها على جبين

تلك التلال الناعمة ..

وفي علاقة الفلاح بأرضه وقد شمر عن ساعده يروي زرعه بعرقه

في يمناه محراث وفي اليسرى بذور قصة من قصص العشق وصور

من صور الانتماء والعطاء التي تجسد هذا الشعور العظيم ،والعشق المتبادل

تغذي هذا الحب الكبير في أعماقنا .

وفي رابطة الأمومة والحنان المتدفق التي يرضعها الطفل من


صدر أمه مراراً وتكراراً ما يجسد ذلك الحب الكبير ويصور قوة


تلك العلاقة التي تنمو مع الأيام فتثمر براً وعطاءً نتفيأ ظلاله


بغبطة وسكينة طول العمر..

وفي صوت الأذان من مهبط الوحي وقد شق عنان السماء

وسكنت نبراته آذان الجبال والسهول، وسرى مسرى الرياح

الهبوب على امتداد الرمال والهضاب ، وتماوجت على نغماته

أمواج البحر شرقاً وغرباً ، وترددت زفراته شمالاً وشرقاً ..

هنا نكتشف عمق وأصالة هذا الحب الكبير الذي تأصل في

أعماقنا وذابت في محيطه كل أنواع الحب والعشق التي تنبض

به قلوبنا ..

إنه حب الوطن الذي يجري في عروقنا بهدوء وصمت ..

..حسبنا فخراً أن شعارنا دائماً ..الدين أولاً .. ثم المليك

والوطن ..

به نحيا وعليه نموت .. ويبقى الوطن ... حبنا الكبير .. عشت

يا وطني !!


بقلمي

زارع الورد


 


رد مع اقتباس