عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2016, 11:21 PM   #1
صمت الحزن
| عضو متألق |


الصورة الرمزية صمت الحزن
صمت الحزن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3210
 تاريخ التسجيل :  Aug 2016
 أخر زيارة : 01-11-2019 (03:55 PM)
 المشاركات : 1,542 [ + ]
 التقييم :  127
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
افتراضي الفروق المنهجيَّة بيـن أهل السُنَّة وأهل البدعة



بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
الحمدلله والصلاةُ والسلام على رسول الله ؛ وبعدُ

فلقد اعتنى علماء أهل السنة والجماعة منذ وقتٍ مُبكِّرٍ ببيان ما فارقوا به أهل البدع في المنهج ؛ وهي منثورة في بطون المُؤلَّفات ، ومن عرف حال أرباب البدع أدرك كثيراً من الفروق المنهجيَّة بينهم وبين أهل السنة والجماعة .

وكان ممَّن أبان هذه الفروق وبسطها في كثيرٍ من مؤلَّفاته الإمام ابن القيِّم رحمه الله ؛ فذكر أهمَّ هذه الفروق وأوضح وجه مُفارقة أهل البدع فيها ؛ وهي كالآتي :


١-
أنَّ أهل السُنَّة يتركون أقوال الناس لأدلَّة الكتاب والسُنَّة ، وأهل البِدَع يتركونها لأقوال الناس .

٢-
أن أهل السنة يعرضون أقوال الناس على أدلَّة الكتاب والسُنَّة فما وافقها قبلوه وما خالفها طرحوه، وأهل البِدَع يعرضونها على آراء الرجال فما وافق آراءها منها قبلوه وما خالفها تركوه وتأوَّلوه .

٣-
أنَّ أهل السُنَّة يدعون عند التنازع إلى التحاكم إلى أدلَّة الكتاب والسُنَّة دون آراء الرجال وعقولها ، وأهل البِدَع يدعون إلى التحاكم إلى آراء الرجال ومعقولاتها .

٤-
أنَّ أهل السُنَّة إذا صحَّت لهم السُنَّة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتوقَّفوا عن العمل بها واعتقاد مُوجبها على أن يوافقها موافق ، بل يُبادرون إلى العمل بها من غير نظر إلى من وافقها أو خالفها ، وهذا من أعظم علامات أهل السُنَّة أنهم لا يتركونها إذا ثبتت عندهم لقول أحد من الناس كائناً من كان .

٥-
أنَّ أهل السُنَّة لا ينتسبون إلى مقالة مُعيَّنة ولا إلى شخص مُعيَّـن غير الرسول ؛ فليس لهم لقب يُعرفون به ولا نسبة ينتسبون إليها إذا انتسب سواهم إلى المقالات المُحدَثة وأربابها ؛ وأهل البِدَع ينتسبون إلى المقالة تارة كالقدرية والمرجئة، وإلى القائل تارة كالهاشمية والنجارية والضراوية ، وإلى الفعل تارة كالخوارج والروافض ، وأهل السُنَّة بريئون من هذه النِّسب كلها ، وإنما نسبتهم إلى الحديث والسُنَّة .

٦-
أنَّ أهل السُنَّة إنما ينصرون الحديث الصحيح والآثار السلفية ، وأهل البِدَع ينصرون مقالاتهم ومذاهبهم .

٧-
أنَّ أهل السُنَّة إذا ذكروا السنة وجرَّدوا الدعوة إليها نفرت من ذلك قلوب أهل البِدَع ؛ وأهل البِدَع إذا ذَكَرْتَ لهم شيوخهم ومقالاتهم استبشروا بها .

٨-
أنَّ أهل السُنَّة يعرفون الحق ويرحمون الخلْق ؛ فلهم نصيب وافر من العلم والرحمة ، وربهم تعالى وَسِع كل شيء رحمة وعلماً ، وأهل البِدَع يُكذِّبون بالحق ويُكفِّرون الخلْق ، فلا علم عندهم ولا رحمة .

٩-
أنَّ أهل السُنَّة إنما يُوالون ويُعادون على سُنَّة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، وأهل البِدَع يُوالون ويُعادون على أقوالٍ ابتدعوها .

١٠-
أنَّ أهل السُنَّة لم يُؤصِّلوا أصولاً حكَّموها وحاكموا خصومهم إليها وحَكَموا على من خالفها بالفسق والتكفير ، بل عندهم الأصول كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الصحابة .

١١-
أنَّ أهل السُنَّة إذا قيل لهم قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم وقفت قلوبهم عند ذلك ولم تَعْدِهِ إلى أحد سواه، ولم تلتفت إلى ماذا قال فلان وفلان ، وأهل البِدَع بخلاف ذلك .

١٢-
أنَّ أهل البِدَع يأخذون من السُنَّة ما وافق أهواءهم ؛ صحيحاً كان أو ضعيفاً ، ويتركون ما لم يُوافق أهواءهم من الأحاديث الصحيحة ، فإذا عجزوا عن ردِّه نفوه عِوَجاً بالتأويلات المُستنكَرة التي هي تحريف له عن مواضعه ، وأهل السُنَّة ليس لهم هوى في غيرها .

من مختصر الصواعق المُرسلَة ؛ للموصلي ٤ / ١٦٠٣ باختصارٍ وتصرُّفٍ يسير ..




سلطان العرابي


 
 توقيع : صمت الحزن
الصمْتْ..
لا يَعْنِي المُوافَقة قَدْ يَكُون صَبْراً على وشَك النَّفاذ..!



رد مع اقتباس