الموضوع: نوبة هلع
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-2016, 04:13 PM   #1
نفسي عزيزة


الصورة الرمزية نفسي عزيزة
نفسي عزيزة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 243
 تاريخ التسجيل :  Aug 2009
 أخر زيارة : 08-06-2020 (07:37 PM)
 المشاركات : 1,129 [ + ]
 التقييم :  91
لوني المفضل : Cadetblue
Q22 نوبة هلع




نوبة هلع

رجعت إلى بيتي بعد 3 أيام و أنا تحت الأجهزة
في العناية المركزة
قال لي الطبيب بعد الكشف و التحاليل ..
أنتِ سليمة فيما يبدو .. ومريضة فيما لا يبدو
أنه الاكتئاب و نوبات الهلع
و منعني من شرب الشاي و القهوة و من متابعة الأخبار

العالم مليء بالمحن و تلك المحن تقسو علي كثيرا ..
ولست أعترض ولا أتذمر .. حكم الله وقدره ومشيئته النافذة
وحكمته المبهمة لنا
ولكن ما يؤلمني حقاً .. هو مدى قسوة نفسي عليّ ..
أو قسوتي على نفسي .. لا فرق .. هو المعنى ذاته..
أتدرون ما مشكلتي
مشكلتي أن لي وجداناً .. يتقلبّ
ولي قلبٌ .. يتحكم
ولي روحٌ .. تسأم وتتذمر

مشكلتي أنني لا أجيد المجاملة والكلمات المعسولة الكاذبة
ولا اللف ولا الدوران حول أحد ..
مشكلتي أنني إذا ضجرت ونال مني شيء من الضيق ..

أغلقت الباب على نفسي واعتزلت .. بكل بساطة !
وإذا أغلقت الباب على نفسي .. لا أكترث بمن يقف خلفه ..

تستفزني نقرات أصابعهم عليه .. يا إلهي .. أريد قليلاً من صمتٍ وهدوء !


مشكلتي أن مساحة حريتي الخاصة _الضيقة أصلاً_ مقدسة ..
لا أطيق الالتزام بالآخرين ..
أكره القيود .. بكل أشكالها .. أكره الأعراف الاجتماعية ..
أكره الزيارات والأحاديث العائلية المكررة …
أكره المجاملات السخيفة ..
أكره الادعاءات المملة بمشاعر مزيفة لا وجود لها ..
مشكلتي أني أبحث عن المثالية المغرقة التي أعرف تماماً أنها غير موجودة .. ولكني أصر على البحث عنها والسعي وراءها
مشكلتي أن لي مزاجاً متقلباً كعاصفة


تروني الآن سعيدة ؟ و بعد لحظات تجدوني غارقة في حزني !
ولا تسألون لماذا ؟؟

الإجابة في صدري .. ولكنك لن تفهموها ولن تقتنعون بها وستظنون أنني مجنونة و حمقاء
عندما يبتليكم الله بمحنة المثالية ستتعبون مثلي

محنة الانتباه إلى المشاعر و الشعور بها ..
الانتباه إلى كل الأحزان في هذا العالم وكل تلك المآسي ..
أخبار التلفاز تؤرقني .. و النت .. و الجرائد
القطة التي رأيت أحمق يعذبها حرمني النوم فـوخزاته لها تعذبني
والطفل الذي صرخت عليه معلمته أمام أقرانه فكتم أنين عبراته
تلك الصرخة زلزلت أعماقي , تفزعني كل ليلة
و ذلك الأب الذي أعطى ابنه كفا على وجهه في مكان عام
ارتسمت أصابع كفه على خدي فتحسسته بيدي
ذلك الكف مازال مستقرا في أعماقي

و أطفال الحرب ينتشلونهم تحت الأنقاض فتنشق قبورهم الصغيرة
في قلبي وانحني لعزاء نفسي
و المرضى و كبار السن ضعفهم بعد أن كبروا و شاخوا يجد صداه ضعفا و ألما يرسم تجاعيدا على جبين حياتي
حتى ذلك الممثل المسرحي الضاحك و ذلك المهرج
أرى مأساة يخفيها بضجيج ضحك الناس عليه
تلك العيون الغارقة بالخوف والكره و الشعور بالظلم تلازمني
و تُحملني المسئولية ..
كل البشر بلا استثناء يدخلون في دائرة اهتمامي
و يشكلون قلقا في حياتي


هل تفهمون ما أعنيه


 


رد مع اقتباس