الموضوع: قصص جدي الثلاث
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-14-2020, 12:46 AM   #221
مجبورة


الصورة الرمزية مجبورة
مجبورة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3184
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 05-13-2022 (04:00 AM)
 المشاركات : 6,342 [ + ]
 التقييم :  203
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cornsilk
افتراضي





يحكى أنه كان هناك امرأة تصنع الخبز لأسرتها كل يوم وكانت يوميا
تصنع رغيف خبز إضافيا لأي عابر سبيل جائع وتضع الرغيف الإضافي على شرفة النافذة
لأي فقير يمر ليأخذه.

وفي كل يوم يمر رجل فقير أحدب ويأخذ الرغيف وبدلا من إظهار امتنانه لأهل البيت
كان يدمدم بالقول " الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك! "
..كل يوم.

كان الأحدب يمر فيه ويأخذ رغيف الخبز ويدمدم بنفس الكلمات،
بدأت المرأة بالشعور بالضيق لعدم إظهار الرجل للعرفان بالجميل والمعروف الذي تصنعه
وأخذت تحدث نفسها: " كل يوم يمر فيه هذا الأحدب
ويردد جملته الغامضة وينصرف، ترى ماذا يقصد ؟ "

في يوم ما أضمرت في نفسها أمراً " سوف أتخلص من هذا الأحدب !
"، فقامت بإضافة بعض السم الى رغيف خبز أخر ووضعته على النافذة،
لكن بدأت يداها بالارتجاف " مالذي أفعله ؟! ".
. قالت لنفسها فورا وهي تلقي بالرغيف ليحترق في النار،
ثم قامت بصنع رغيف خبز آخر ووضعته على النافذة.
وكما هي العادة جاء الأحدب وأخذ رغيف الخبز
وهو يدمدم بنفس جملته الغامضة !.

وانصرف إلى سبيله وهو غير مدرك للصراع المتسمر في عقل المرأة.
كل يوم كانت تصنع فيه الخبز كانت تقوم بالدعاء لولدها الذي غاب طويلا
بحثا عن مستقبله ولسنوات عديدة لم تصلها أي أنباء عنه
وكانت دائمة الدعاء بعودته لها سالما،
في ذلك اليوم الذي تخلصت من الرغيف المسموم
دق باب البيت مساء وحينما فتحته وجدت ابنها واقفا بالباب!!
كان شاحبا متعبا وملابسه متسخة، وكان جائعا ومرهقا
وبمجرد رؤيته لأمه قال
" إنها بمعجزة وجودي هنا، على مسافة أميال من هنا كنت مجهدا
ومتعبا وأشعر بالإعياء لدرجة الانهيار في الطريق وكدت أن أموت
لولا مرور رجل أحدب بي، رجوته أن يعطيني أي طعام معه،
وكان الرجل طيبا بالقدر الذي أعطاني فيه رغيف خبز كامل لأكله!!
وأثناء إعطاه لي قال أن هذا هو طعامه كل يوم،
وقرر أن يعطيني أياه لان حاجتي أكثر من حاجته".

بمجرد سماعها هذا الكلام شحبت وظهر الرعب في وجهها
واتأكت على الباب وتذكرت رغيف الخبز المسموم الذي صنعته اليوم صباحا !!
لو لم تقم بالتخلص منه في النار لكان ولدها هو الذي أكله ولكان فقد حياته!!

لحظتها أدركت معنى كلام الأحدب
" الخير الذي تقدمه يبقى معك، والشر الذي تقدمه يعود إليك ! .

المغزى من القصة :
افعل الخير ولا تتوقف عن فعله حتى ولو لم يتم تقديره وقتها
لأنه في يوم من الأيام
وحتى ولو لم يكن في هذا العالم ولكنه بالتأكيد في العالم الآخر
سوف يتم مجازاتك على أفعالك التي قمت بها في هذا العالم .


 
 توقيع : مجبورة


كفنت اعوامي ولكن لم اجدقبرا لها ...
فدفنتها في مفرقي!هذا البياض حكايه العمر الذي بعثرته.....


MЈβôѓĂ


لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين


رد مع اقتباس