الموضوع: قصص جدي الثلاث
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-06-2017, 01:34 AM   #158
مجبورة


الصورة الرمزية مجبورة
مجبورة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3184
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 05-13-2022 (04:00 AM)
 المشاركات : 6,342 [ + ]
 التقييم :  203
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cornsilk
افتراضي




فنُّ المسافة !!

يحكى أنّ أسداً لقيَ خنزيراً
فقال له الخنزير :
أتحداك فنازلني للقتال !
فقال الأسد :
إنّما أنتَ خنزير ولستَ بكفؤٍ لي، ولا نظير.
ومتى فعلتُ الذي تدعوني إليه وقتلتك ، قيل :
نازل الأسدُ خنزيراً وقتله وليس هذا محطّ فخر.
وإن نالني منكَ شيءٌ كان ذلك سُبّةً عليَّ .
فقال له الخنزير :
إن أنتَ لم تفعل رجعتُ إلى السّباع وأعلمتهم أنّك جبنتَ عن قتالي.
فقال الأسد : احتمالي كذبكَ أيسر عليّ من تلطيخ شاربي بدمكَ !

الدّرس الأوّل :
ترفّعْ !
إذا كان الإنسان يُعرف بأصدقائه ؛ فإنّه أيضاً يُعرف بأعدائه !
البعض لا يستحقّون-من تفاهتهم - شرف أن تعاديهم حتى !
- إن غلبتهم لن تجد حلاوة النّصر، وإن غلبوك فستكون مرارة الهزيمة مضاعفة !

هناك معارك يكون النّصرُ فيها باهتاً مهما كان ساحقاً !
نظراً لتواضع الخصم في تلك المعركة.
ليس نصراً أن يهزم السّيف عصاً!
وليس نصراً أن يسبق عداءٌ مشلولاً!
ثمة معارك؛ الطريقة الوحيدة لكسبها، هي عدم خوضها من البداية.
(وأيّ نصرٍ فيها ؛ ليس إلا هزيمة ترتدي زيّ النّصر !)

الدّرس الثّاني:
عندما تُنازل خسيساً بأسلوبه تتساوى معه !
فلا تسمح لأحدٍ أن يُنزلك لمستواه!
وإن كان لا بُدّ من خوض ذلك النّزال؛ فلا تدعه يختار لكَ سلاحك، وساحة، ووقت النزال.
الغايات لا تُبرر الوسائل !
والغايات النبيلة لا تبقى كذلك إذا سعينا لها بوسائل غير نبيلة !
نقاء السّلاح ضروريّ لنقاء النّصر النبيل.
(أما النّصرُ المُلوّث هزيمة أخرى؛ مهما حاولنا أن نقنع أنفسنا بغير ذلك !)

الدّرس الثالث :
في الوِفاق لا يمكن معرفة النبلاء!
تتجلى أخلاق النبلاءفي الخصومات!
النّاسُ إذا أحبّوا لانوا !
وإذا أُعطوا رضوا !
فإذا خاصمتَ أحداً ولم يتنازل عن نبله
فأصلحْ ما بينك وبينه فورا
(فهؤلاء عملة نادرة قلّ التداول بها فلا تضيّعها!!)

الدّرس الرّابع :
ثمة فرق بين التّرفع والتّكبر.
التّكبر: أن ترى أنّك أفضل من الآخرين، لأنك أكثر علماً أو مالاً أو جمالاً.
أما التّرفع: فهو أن ترى أنّ الخصومة ليست إلا صفحة في كتاب قرأتها ، وأخذتَ منها درساً، وطويتها؛
ولا داع أن ترجع إليها مرّةً أخرى
(فترفّع ولا تتكبر)

الدّرس الخامس :
البطولة الحقيقية تجنّب الخصومات، لا خوضها؛
تعامل مع النّاس كما ينصحُ الحكماء.
اتركْ مسافة أمانٍ بينك وبين الآخرين كما المسافات مع السّيارات الأخرى.
مسافة الأمان هذه هي التي تمنع -بإذن الله-الحوادث.
ولتصبح حياتك أجمل! عليكَ أن تتقن فنّ المسافات!!
فالمسافة هي التي حمت الأرض؛ من الاحتراق بالشّمس؛ ولو اقتربتْ أكثر لاحترقث؛ ولو ابتعدتْ أكثر لتجمّدتْ !
والمسافة بين الارض والقمر هي التي جعلتْ القمر يدور في فلكها؛ فلو اقتربَ أكثر لجذبته !
هندسة المسافة الدقيقة هي التي أنتجتْ كوناً رائعاً!
فكن مهندس مسافة ، واحسبْ خطواتك بدقّة !
لا تنأى أكثر مما يجب،
ولا تقترب أكثر مما يجب ؛
فعندما تبتعد أكثر مما يجب يصير الاقتراب صعباً حين تحتاجه!
وعندما تقترب أكثر مما يجب يصير الابتعاد صعباً حين يُفرض عليك ..



 
 توقيع : مجبورة


كفنت اعوامي ولكن لم اجدقبرا لها ...
فدفنتها في مفرقي!هذا البياض حكايه العمر الذي بعثرته.....


MЈβôѓĂ


لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين


رد مع اقتباس