======== 70 ========
إن في هذا القرآن سرا خاصا يشعر به كل من يواجه نصوصه ابتداء ، قبل أن يبحث عن مواضع الإعجاز فيها .
إنه يشعر بسلطان خاص في عبارات هذا القرآن .
يشعر أن هناك شيئا ما وراء المعاني التي يدركها العقل من التعبير .
و أن هنالك عنصرا ما ينسكب في الحس بمجرد الاستماع لهذا القرآن .
يدركه بعض الناس واضحا و يدركه بعض الناس غامضا و لكنه على كل حال موجود .
هذا العنصر يصعب تحديد مصدره :
أهو العبارة ذاتها ؟ أهو المعنى الكامن فيها ؟ أهو الصور و الظلال التي تشعها ؟ أهو الإيقاع القرآني الخاص المتميز من إيقاع سائر القول المصوغ من اللغة ؟
أهي هذه العناصر كلها مجتمعة ؟ أم إنها هي و شيء آخر وراءها غير محدود ؟ .
======== 71 ========
و هذا هو القرآن حاضرا ، سهل التناول ، ميسر الإدراك ، فيه جاذبية ليقرأ و يتدبر .
فيه جاذبية الصدق و البساطة ، و موافقة الفطرة ، و استجاشة الطبع ..
لا تنفد عجائبه ، و لا يخلق على كثرة الرد .
و كلما تدبره القلب عاد منه بزاد جديد .
و كلما صحبته النفس زادت له ألفة و به أنسا .
|