عرض مشاركة واحدة
قديم 10-18-2020, 10:18 AM   #1
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي و حين تستقر هذه الصورة في قلب بشري ...





بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم -

المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .==================================


======== {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها و ما يمسك فلا مرسل له من بعده و هو العزيز الحكيم } فاطر .

هذه صورة من صور قدرة الله .

و حين تستقر هذه الصورة في قلب بشري يتم فيه تحويل كامل في تصوراته و مشاعره و اتجاهاته و موازينه و قيمه في هذه الحياة جميعا .

إنها تقطعه عن شبهة كل قوة في السماوات و الأرض و تصله بقوة الله .

و تيئسه من مظنة كل رحمة في السماوات و الأرض و تصله برحمة الله .

و توصد أمامه كل باب في السماوات و الأرض و تفتح أمامه باب الله .

و تغلق في وجهه كل طريق في السماوات و الأرض و تشرع له طريق إلى الله .



======== و رحمة الله تتمثل في مظاهر لا يحصيها العد ، و يعجز الإنسان عن مجرد ملاحقتها و تسجيلها في ذات نفسه و تكوينه ، و تكريمه بما كرمه ، و فيما سخر له من حوله و من فوقه و من تحته ، و فيما أنعم به عليه مما يعلمه و مما لا يعلمه و هو كثير .

و رحمة الله تتمثل في الممنوع تمثلها في الممنوح .

و يجدها من يفتحها الله له في كل شيء ،و في كل وضع ، و في كل حال ، و في كل مكان .

يجدها في نفسه و في مشاعره ، و فيما حوله ، و حيثما كان ، و كيفما كان .



======== وما من نعمة – يمسك الله معها رحمته – حتى تنقلب هي بذاتها نقمة .

و ما من محنة – تحفها رحمة الله – حتى تكون هي بذاتها نعمة

و لا ضيق مع رحمة الله . إنما الضيق في إمساكها دون سواه .. لا ضيق و لو كان صاحبها في غياهب السجن ، أو في جحيم العذاب ..

و لا وسعة مع إمساكها و لو تقلب الإنسان في أعطاف النعيم ، و في مراتع الرخاء .

فمن داخل النفس برحمة الله تتفجّر ينابيع السعادة و الرضا و الطمأنينة ..

و من داخل النفس مع إمساكها تدب عقارب القلق و التعب و النصب و الكد و المعاناة .



======== ينام الإنسان على الشوك – مع رحمة الله – فإذا هو مهاد ..

و ينام على الحرير – و قد أمسكت عنه – فإذا هو شوك القتاد ..

و يعالج أعسر الأمور – برحمة الله – فإذا هي هوادة و يسر ..

و يعالج أيسر الأمور – و قد تخلت رحمة الله – فإذا هي مشقة و عسر ..

و يخوض بها المخاوف و الأخطار فإذا هي أمن و سلام ..

و يعبر بدونها المناهج و المسالك فإذا هي مهلكة و بوار .


 


رد مع اقتباس