والذين يصدقون بيوم الدين ....
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم -
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .==================================
======== { والذين يصدقون بيوم الدين } المعارج .
و من ثم كان التصديق بيوم الدين ، اليوم الآخر ، شطر الإيمان الذي يقوم عليه منهج الحياة في الإسلام .
وهو ذو أثر حاسم في منهج الحياة شعورا و سلوكا .
و الميزان في يد المصدق بيوم الدين غير الميزان في يد المكذب بهذا اليوم أو المستريب فيه .
ميزان الحياة و القيم و الأعمال و الأحداث .
======== المصدق بيوم الدين يعمل و هو ناظر لميزان السماء لا لميزان الأرض ، و لحساب الآخرة لا لحساب الدنيا ، و يتقبل الأحداث خيرها و شرها و في حسابه أنها مقدمات نتائجها هناك ، فيضيف إليها النتائج المرتقبة حين يزنها و يقوّمها .
======== و المكذب بيوم الدين يحسب كل شيء بحسب ما يقع له منه في هذه الحياة القصيرة المحدودة ..
و يتحرك و حدوده هي حدود هذه الأرض و حدود هذا العمر .
و من ثم يتغير حسابه وتختلف نتائج موازينه ، و ينتهي إلى نتائج خاطئة ..
و هو بائس مسكين معذب قلق لأن ما يقع في هذا الشطر من الحياة الذي يحصر فيه تأملاته و حساباته و تقديراته قد لا يكون مطمئنا و لا مريحا و لا معقولا ، ما لم يضفه إليه حساب الشطر الآخر و هو أكبر و أطول .
و من ثم يشقى به من لا يحسب حساب الآخرة أو يشقى غيره من حوله .
و لا تستقيم له حياة رفيعة لا يجد جزاءها في هذه الأرض واضحا .
|