|
03-05-2022, 11:06 AM | #1 |
| عضو متألق |
|
ليتنا نلبي تلبية الأرض و السماء ...
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم - المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .================================= ======== { فقال لها و للأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعتين } فصلت . إنها إيماءة عجيبة إلى انقياد هذا الكون للناموس ، و إلى اتصال حقيقة هذا الكون بخالقه اتصال الطاعة و الاستسلام لكلمته و مشيئته . فليس هنالك إذن إلا هذا الإنسان الذي يخضع للناموس كرها في أغلب الأحيان . إنه خاضع حتما لهذا الناموس ، لا يملك أن يخرج عنه ، و هو ترس صغير جدا في عجلة الكون الهائلة ، و القوانين الكونية الكلية تسري عليه رضي أم كره . ======== و لكنه هو وحده الذب لا ينقاد طائعا طاعة الأرض و السماء . إنما يحاول أن يتفلت ، و ينحرف عن المجرى الهين اللين ، فيصطدم بالنواميس التي لا بد أن تغلبه - و قد تحطمه و تسحقه - فيستسلم خاضعا غير طائع . إلا عباد الله الذين تصطلح قلوبهم و كيانهم و حركاتهم و تصوراتهم و إرادتهم و رغباتهم و اتجاهاتهم .. تصطلح كلها مع النواميس الكلية ، فتأتي طائعة ، و تسير هينة لينة ، مع عجلة الكون الهائلة ، متجهة إلى ربها مع الموكب ، متصلة بكل ما فيه من قوى .. و حينئذ تصنع الأعاجيب ، و تأتي بالخوارق ، لأنها مصطلحة مع الناموس ، مستمدة من قوته الهائلة ، و هي منه و هو مشتمل عليها في الطريق إلى الله " طائعين ". ======== إننا نخضع كرها . فليتنا نخضع طوعا . ليتنا نلبي تلبية الأرض و السماء . في رضى و في فرح باللقاء مع روح الوجود الخاضعة المطيعة الملبية المستسلمة لله رب العالمين . عجلة القدر تدور بطريقتها و بسرعتها و لوجهتها ، و تدير الكون كله معها وفق سنن ثابتة .. و نأتي نحن بما يطرؤ على نفوسنا – حين تنفك عن العجلة و تنحرف عن خيط السير – من قلق و استعجال و أنانية و طمع و رغبة و رهبة .. و نظل نشرد هنا و هناك و الموكب ماض . و نحتك بهذا الترس و ذاك و نتألم . و نصطدم هنا و هناك و نتحطم . و العجلة ماضية في سرعاتها و بطريقتها إلى وجهتها . و تذهب قوانا و جهودنا كلها سدى . ======== فأما حين تؤمن قلوبنا حقا ، و تستسلم لله حقا ، و تتصل بروح الوجود حقا . فإننا حينئذ نعرف دورنا على حقيقته ، و ننسق بين خطانا و خطوات القدر ، و نتحرك في اللحظة المناسبة بالسرعة المناسبة في المدى المناسب . و يا للرضى ، و يا للسعادة ، و يا للراحة ، ويا للطمأنينة التي تغمر قلوبنا يومئذ في رحلتنا القصيرة ، على هذا الكوكب الطائع الملبي ، السائر معنا في رحلته الكبرى إلى ربه في نهاية المطاف .. و يا للسلام الذي يفيض في أرواحنا و نحن نعيش في كون صديق ، كله مستسلم لربه ، و نحن معه مستسلمون . |
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أحبوا بعضكم | ملامح شفق | نبضات عامة | 3 | 10-08-2019 03:09 PM |
أنا وأبي ....وقفة تأمل | وسـام | نبضات عامة | 5 | 01-10-2012 11:10 PM |
لعبة تأثيث فيلا الأحلام.. | اكليل الورد | ديكورات | 45 | 01-09-2012 08:32 AM |
آنآ عضو جديد وآبي ترحيب يهز المنتدى هز وآبي تفآعل | لــ../يآحبـني لكَ .. | أهلاً وسهلاً | 6 | 11-17-2011 07:30 AM |
متى تناقش ومتى لاتناقش | ملامح بشر | سجال رأي | 6 | 05-17-2009 01:24 AM |