09-08-2018, 02:22 PM | #1 | |
|
أين دور أولادنا في بيوتنا
أين دور أولادنا في بيوتنا ؟! 🔘 قصة وعبرة ( فكم من أولاد في بيوت آبائهم ضيوف‼ ) يقول : د . عبد العزيز الأحمد حفظه الله . فواز من طلابي الإيجابيين ، ذو تسعة عشر ربيعًا ، صاحب خُلق وجد ، يدرس في المستوى الثاني قسم اللغة الإنجليزية ، وكنت أدرسهم مادة " مهارات التفكير " كان من ضمن موضوعات المقرر : " مهارة حل المشكلات " والتي تدور حول الإحساس بالمشكلة ، وتحديدها ، وجمع بياناتها ، وتبويب البيانات ، ومعرفة الأشخاص الذين لهم علاقة بها ، ثم وضع الحلول المتعددة والبدء بالأسهل ، ثم التطبيق ، وأخيرًا التقييم ، مع التأكيد على أهمية الدقة والموضوعية . كان من ضمن أسلوب حل المشكلات ، ملحظ حيوي جدًا ، وهو أنّه أثناء السعي لحل المشكلة ، لابد للشخص من الشعور بأنه جزء من المشكلة حتى يتحمل جزءًا من الحل . ومن هنا تبدأ القصّة . كنتُ أعطي الطلاب على أيّ موضوع تطبيقًا ، وكان ذلك بالنسبة لي ولهم كامتحان أعمال السنة ، من هؤلاء كان " فواز " طلبت منه محاضرة وحفزته لها ، فبدأ فواز يفكر و يتأمل ، وبدأ يحكي قصته : أبي و أمي شبه منفصلين وهما في بيت واحد ، الشجار ديدنهما ، يدخل أبي البيت بعد عمله مجهدًا ، وأمي مشغولة بإخوتي أو بإعداد الطعام أو نظافة البيت ، فليس الوضع مهيأً ، ينزعج أبي جدا فيرفع صوته ، فتغضب أمي ، ثم يبدأ الصخب والسباب . نحن في البيت عددنا كبير ، أنا في الجامعة ، أختي في الثانوية ، إخوة لي في المتوسط والابتدائي ، وجميعنا نشاهد ذلك الصخب ، فينقلب ألـمـا في نفوسنا وبكاءً في أعيننا ، تطور الأمر حتى طلق أبي أمي مرتين ولم يبقَ سوى الطلقة الأخيرة ، تطور الشقاق وأصبح أبي يتناول حبوب الاكتئاب ، ولا يحب الجلوس في البيت ، أمي معظم الوقت متضايقة ومتوترة ، يقول فواز : لـمَّـا أخذت مهارات التفكير وأهميتها وكيف أهملناها ؟! و بدأت أمارس التفكير الناقد ، والتفكير الإبداعي ، فعلا أحسست بأني كنت مهملا نفسي وحياتي ، وكيف بلغت بي السلبية إلى عدم وجود أي أثر أو مشاركة لي في البيت ، فقط أدرس ، آكل ، أشرب ، أنام ، وقد ألعب مع إخواني ، ولي طلعات مع أصدقائي ، أختي مثلي كذلك ، كلانا نعزف نغم السلبية في بيتنا ، يقول فواز : و لَـمَّـا درسنا آليات حل المشكلات ، وطبقت ومارست ، عرفت كم أنا مقصر مع نفسي وأبي وأمي ؟! كنت أتصور أن المهمات والمسئوليات على أبي و أمي فقط ، أما نحن فلا . وقد حركني تجاههما أمران أنت يا دكتور ذكرتهما ، إذا أحسستَ بمشكلة حولك فلن تحلها حتى تُحسَ بأنك جزءٌ من المشكلة والحل ، والأمر الآخر أنه لا شيء مستحيل ، هنا فعلا فكرت كيف أنقد والدي ووالدتي وأنقد نفسي وإخوتي ؟! أين دوري ؟ ثم فكرت بأسباب المشكلة ، فوجدت من أبرزها : أن هناك ضغطا جسديا ونفسيا على الوالدين ، فالأب يعمل في الصباح حتى قبيل العصر ، ثم يأتي مجهدًا فيتابع البيت ومتطلباته ، ومتابعتنا تعليميا وتربويا ، إضافة إلى مهام الأسرة و الأقارب .. إلى آخره لاحظت أن أبي لديه ( 14 ) مهمة ، وأمي لديها مثل ذلك أو قريبا من ذلك . في البيت : أنا وأختي لا نشارك إطلاقًا ، فوضعت خطة لتحمل أربع مهام من مهام والدي : المشتريات ، متابعة دروس أخي الصغير ، القيام " بمشاوير " الوالدة ، إضافة الى إحداث جلسة للأسرة في بعض المغربيات أديرها أنا وفيها حوار وفوائد وطرائف . أيضا أختي ناقشتها بما أنا عازم عليه فاقتنعت بإعانة أمي ، فقامت أختي بأربع مسئوليات : تقوم بالإشراف على سفرة الطعام تقديمًا ، وتنظيفًا ، تعين في تنظيف البيت ، تُشرف على نظافة أختي الصغيرة ، وتدرس أختي الصغيرة الأخرى . بقينا ننفذ ذلك البرنامج قرابة شهر . لاحظت تغيرًا واضحًا في نفسية الوالد ، أمي هدأت أكثر ، نحن بدأنا نحس بدورنا في البيت ، وغاب أكثر من ( 60 % ) من المشكلات‼ في الحقيقة أنا أعجبت بهذه المبادرة والذكاء من فواز فحفزته ، وشجعته ، وحثثته على شكر أخته وأن يعطيها هدية كحافز ، بعد ذلك اقترحت عليه أن يطلب من أبيه طلبا والمهمة نفسها تقوم بها أخته . وهو أن يعطيا والديهما : " إجازة الوالدين من الأسرة " بحيث يطلبان منهما أخذ إجازة ويذهبان بمفردهما إلى مكان في بلدهم ، أو خارجها لمدة ثلاثة أيام وينسيان هموم البيت والأسرة والأولاد ليستجمّا ويرتاحا ، ثم يعودا أكثر نشاطًا ، وقلت له : ربما يرفض الوالدان من باب الخوف عليكما . فجهز حلاً مناسبًا ، وهو تذهبان لبيت جدك وجدتك يومًا ، واليوم الآخر تأتي جدتك إليكم ، وفعلًا فواز وأخته نظما الأمر واختارا وقتًا مناسبًا ، وهيأ كل منهما الوضع ، وطلبا من والديهما أن يرتاحا عدة أيام ليجددا الحياة . في أول الأمر رفضا خوفًا عليهما من تركهما وحدهما - وحياء ربما - ولكنهما في الأخير اقتنعا . وفي الأسبوع الذي يليه حزما حقائبهما وسافرا ظهر الأربعاء ، ولم يرجعا إلا العاشرة ليلة السبت ، وكان بينهما وأولادهما الهاتف ، قال لي فواز ، وهو يضحك : رجع والدايَ - والله - كعروسين ، ووجه أمي ينضح بالبُشرى والارتواء كأنها عروسة اللحظة ، أما أبي فلقد كان سعيدا مطمئنًا . غاب حزن أبي وترك حبوب الاكتئاب ، وعند دخوله البيت ضمّني وقبلني ثم بكى ، وقال : حبيبي فواز ، كان حقًا عليّ أن أزوجك ، فإذا بك أنت من يزوجني . كان لزامًا عليّ أن أبني سعادة بيتنا ، فإذا بك أنت وأختك من يمد قلبي وقلب أمك بالحب والحنان بعدما كاد ينكسر الزجاج ، و ينثلم الفؤاد . يا بني ، علمتني أنت وأختك أن الحياة نحن من يصنعها في داخلنا ، علمتني أنت وأختك بذكائكما ولباقتكما ، أن المشاركة للكل راحة للكل ، وأن المركزية تقتل سعادة المرء ، فهو متعب دائمًا والناس معه متعبون ، والآن شاركتم و بادرتم وأرحتم تعبي وجددتم حياتي . انتهت القصة . كتب ذلك كله لي " فواز " وقال لي : يا دكتور لقد غابت المشكلة كلها تقريبًا ، لكن لأول مرة أدرس العلم تطبيقًا . هنا يا أحبابي أرغمني " فواز " أن أعطيه الدرجة كاملة . أولادنا عندما يتحرّرون من اﻷنانية ، يُصبحون نعمة❗ أرسلوها لأولادكم ؛ فكم من أولاد في بيوت آبائهم ضيوف‼ |
|
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
البيت،الاولاد،اولادنا،تربيه،مسئوليه،احساس،بيوتنا،ا دوار،متطلبات، |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مستقبلنا بتربية أولادنا | فضيلة | عالم الرجل والمرأة | 7 | 09-07-2018 07:22 PM |
( إن بيوتنا أحوج للأخلاق منها للأرزاق ) | عمر آلعمر | نبضات عامة | 4 | 04-26-2016 02:38 PM |
~ تجنبوا الزيوت التي لم يسجل عليها ( طبيعية ) | عمر آلعمر | طب وصحة | 11 | 05-26-2010 07:08 PM |