01-10-2019, 11:21 AM | #1 |
| عضو متألق |
|
و لا يسأل حميم حميماً ....
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . =================================== ======== { و لا يسأل حميم حميماً . يبصرنهم . يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه و صاحبته و أخيه و فصيلته التي تؤويه و من في الأرض جميعاً ثم ينجيه } المعارج إن الناس في هم شاغل ، لا يدع لأحد منهم أن يتلفت خارج نفسه ، و لا يجد فسحة في شعوره لغيره .. " و لا يسأل حميم حميماً " فلقد قطع الهول المروّع جميع الوشائج ، و حبس النفوس على همها لا تتعداه .. و إنهم ليعرضون بعضهم على بعض " يبصّرنهم " كأنما عمداً و قصداً و لكن لكل منهم همه ، و لكل ضمير منهم شغله .. فلا يهجس في خاطر صديق أن يسأل صديقه عن حاله ، و لا أن يسأله عونه . فلكرب يلف الجميع و الهول يغشى الجميع . ======== فما بال " المجرم " ؟ إن الهول ليأخذ بحسه ، و إن الرعب ليذهب بنفسه ، و إنه ليود لو يفتدي من عذاب يومئذ بأعز الناس عليه ، ممن كان يفتديهم بنفسه في الحياة ، و يناضل عنهم ، و يعيش لهم ، .. ببنيه . و زوجه . و أخيه ، و عشيرته القريبة التي تؤويه و تحميه . بل إن لهفته على النجاة لتفقده الشعور بغيره على الإطلاق . فيود لو يفتدي بمن في الأرض جميعاً ثم ينجيه .. و هي صورة للهفة الطاغية و الفزع المذهل و الرغبة الجامحة في الإفلات .. صورة مبطنة بالهول ، مغمورة بالكرب ، موشاة بالفزع ، ترتسم من خلال التعبير القرآني الموحي . ======== و بينما المجرم في هذه الحال يتمنى ذلك المحال يسمع ما ييئس و يقنط من كل بارقة من أمل ، كما يسمع الملأ جميعاً حقيقة الموقف و ما يجري فيه : { كلا ! إنها لظى . نزاعة للشوى . تدعو من أدبر و تولى و جمع فأوعى } . إنه مشهد تطير له النفس شعاعاً بعد ما أذهلها كرب الموقف و هوله " كلا " في ردع عن تلك الأماني المستحيلة في الافتداء بالبنين و الزوج و الأخ و العشيرة و من في الأرض جميعا .. "كلا إنها لظى " نار تتلظى و تتحرق " نزاعة للشوى " تنزع الجلود عن الوجوه و الرؤوس نزعاً .. و هي غول مفزعة ذات نفس حية تشارك في الهول و العذاب عن إرادة و قصد . " تدعو من أدبر و تولى و جمع فأوعى " تدعوه كما كان يدعى من قبل إل الهدى فيدبر و يتولى . و لكنه اليوم إذ تدعوه جهنم لا يملك أن يدبر و يتولى . و لقد كان من قبل مشغولاً عن الدعوة بجمع المال و حفظه في الأوعية . فأما اليوم فالدعوة من جهنم لا يملك أن يلهو عنها و لا يملك أن يفتدي بما في الأرض كله منها . |
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
و من يسلم وجهه إلى الله ... | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 1 | 10-27-2019 08:04 PM |
مسلم البراك يسلم نفسه للسلطات الكويتية لتنفيذ حكم قضائي صادر بحقه | حروف الغلا | مرايا الأحداث | 0 | 01-20-2018 05:16 PM |
[ ليتني لم اتّخذ فلاناً خليلاً ] | خجل العذارى | نبضات عامة | 1 | 09-10-2011 06:24 AM |
نصيحه لحد يسأل واحد في الشارع كم الساعه!! | ريميه | استراحة الأعضاء | 8 | 12-13-2010 02:30 AM |
سر جميل.. | **سارونه** | نفحات إسلامية | 3 | 12-07-2009 04:54 PM |