09-24-2010, 09:43 PM | #1 | |
| إدارية سابقة |
|
الفرق فى التعبير بين المرأه والزوجة بالقرآن الكريم
الفرق فى التعبير بين كلمتى : " المرأه والزوجة " فى القرآن الكريم ******************** نحن نعلم أن لفظ الزوج يُطلق على كل من الرجل والمرأة . والزوج في اللغة يدلّ على مقارنة شيء لشيء ، من ذلك : الزوج زوج المرأة ، والمرأة زوج لبعلها . جاء في لسان العرب : يُقال لكل واحد من القرينين من الذكر والأنثى في الحيوانات المتزاوجة زوج ، ولكل قرينين فيها وفي غيرها زوج ، كالخفّ والنعل ، ولكل ما يقترن بآخر مماثلاً له أو مضاداً زوج .. وزوجة لغة رديئة ، وجمعها زوجات ، وجمع الزوج أزواج . معنى "الزوج" إذن يقوم على الإقتران القائم على التماثل والتشابه والتكامل . فحتى يتمّ الإقتران لا بدّ من وجود صفات بين الطرفين تحقّق التماثل والتشابه عند اجتماعهما وتكاملهما واقترانهما ، وهذا المعنى متحقّق في الزوجين الذكر والأنثى . فالله تعالى خلق الذكر ميّالاً إلى الأنثى ، طالباً لها ، راغباً فيها .. والله خلق الأنثى ميّالة للذكر ، راغبة فيه .. والإسلام نظّم العلاقة بينهما ، بأن جعلها عن طريق واحد مباح ، هو الزواج الشرعي . ولكن ! لماذا يُطلق على الرجل زوج للمرأة ؟ ويُطلق على المرأة زوج للرجل؟ الجواب : لأن الرجل يكمل المرأة والمرأة تكمل الرجل . ففي المرأة "نقص" لا يسدّه إلا الرجل ، حيث يلبّي لها حاجاتها النفسية والإجتماعية والإنسانية والجنسية .. ولأن المرأة تكمل "نقص" الرجل ، وتلبّي له حاجاته النفسية والإجتماعية والنفسية والجنسية .. إذن المرأة بدون زوج فيها نقص ، فيأتي الرجل زوجاً لها مكمّلاً لإنسانيتها . والرجل بدون امرأة فيه نقص ، فتأتي المرأة زوجاً له ، مكمّلة لإنسانيته . ولهذا كل منهما "زوج" لصاحبه ، يقترن معه ويزاوجه . متى تكون المرأة زوجاً ومتى لا تكون ؟ عند استقراء الآيات القرآنية التي جاء فيها اللفظين ، نلحظ أن لفظ "زوج" يُطلق على المرأة إذا كانت الزوجية تامّة بينها وبين زوجها ، وكان التوافق والإقتران والإنسجام تامّاً بينهما ، بدون اختلاف ديني أو نفسي أو جنسي .. فإن لم يكن التوافق والإنسجام كاملاً ، ولم تكن الزوجية متحقّقة بينهما ، فإن القرآن يطلق عليها "امرأة" وليست زوجاً ، كأن يكون اختلاف ديني عقدي أو جنسي بينهما .. ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى : "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" الروم21، وقوله تعالى : "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" الفرقان74. وبهذا الإعتبار جعل القرآن حواء زوجاً لآدم ، في قوله تعالى : "وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ" البقرة35. وبهذا الإعتبار جعل القرآن نساء النبي صلى الله عليه وسلم "أزواجاً" له ، في قوله تعالى :{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ }الأحزاب6. فإذا لم يتحقّق الإنسجام والتشابه والتوافق بين الزوجين لمانع من الموانع فإن القرآن يسمّي الأنثى امرأة .. وليس زوجاً. قال القرآن : امرأة نوح،وامرأة لوط، ولم يقل : زوج نوح أو زوج لوط، وهذا في قوله تعالى : "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْن فَخَانَتَاهُمَا" التحريم10. إنهما كافرتان ، مع أن كل واحدة منهما امرأة نبي ، ولكن كفرها لم يحقّق الإنسجام والتوافق بينها وبين بعلها النبي . ولهذا ليست "زوجاً" له ، وإنما هي "امرأة" تحته . ولهذا الإعتبار قال القرآن : امرأة فرعون، في قوله تعالى : "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ" التحريم11. لأن بينها وبين فرعون مانع من الزوجية ، فهي مؤمنة وهو كافر ، ولذلك لم يتحقّق الإنسجام بينهما ، فهي "امرأته" وليست "زوجه" . ومن روائع التعبير القرآني العظيم في التفريق بين "زوج" و"امرأة" ما جرى في إخبار القرآن عن دعاء زكريا ، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ، أن يرزقه ولداً يرثه . فقد كانت امرأته عاقر لا تنجب ، وطمع هو في آية من الله تعالى ، فاستجاب الله له ، وجعل امرأته قادرة على الحمل والولادة . عندما كانت امرأته عاقراً أطلق عليها القرآن كلمة "امرأة" ، قال تعالى على لسان زكريا : "وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا" مريم5. وعندما أخبره الله تعالى أنه استجاب دعاءه ، وأنه سيرزقه بغلام ، أعاد الكلام عن عقم امرأته ، فكيف تلد وهي عاقر ، قال تعالى : "قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء"
آل عمران40. وحكمة إطلاق كلمة " امرأة" على زوج زكريا عليه السلام أن الزوجية بينهما لم تتحقّق في أتمّ صورها وحالاتها ، رغم أنه نبي ، ورغم أن امرأته كانت مؤمنة ، وكانا على وفاق تامّ من الناحية الدينية الإيمانية . ولكن عدم التوافق والإنسجام التامّ بينهما ، كان في عدم إنجاب امرأته ، والهدف "النسلي" من الزواج هو النسل والذرية ، فإذا وُجد مانع بيولوجي عند أحد الزوجين يمنعه من الإنجاب ، فإن الزوجية لم تتحقّق بصورة تامّة . ولأن امرأة زكريا عليه السلام عاقر ، فإن الزوجية بينهما لم تتمّ بصورة متكاملة ، ولذلك أطلق عليها القرآن كلمة " امرأة" . وبعدما زال المانع من الحمل ، وأصلحها الله تعالى ، وولدت لزكريا ابنه يحيى ، فإن القرآن لم يطلق عليها "امرأة" ، وإنما أطلق عليها كلمة "زوج" ، لأن الزوجية تحقّقت بينهما على أتمّ صورة . قال تعالى : "وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ" الأنبياء89 : 90. والخلاصة أن امرأة زكريا عليه السلام قبل ولادتها يحيى هي "امرأة" زكريا في القرآن ، لكنها بعد ولادتها يحيى هي "زوج" وليست مجرّد امرأته . وبهذا عرفنا الفرق الدقيق بين "زوج" و"امرأة" في التعبير القرآني العظيم ، وأنهما ليسا مترادفين . هذا والله تعالى أعلى وأعلم ،وإن كان من توفيق فمن الله وإن كان من خطأ أوتقصير فمنا والشيطان ... والله المستعـــــان . منقول للفائدة |
|
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
المرأه, التعبير, الفرق, الكريم, بالقرآن, والزوجة |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ما الفرق بين السيئة والخطيئة وما الفرق بين الذنب والإثم مع التوضيح | فضيلة | نفحات إسلامية | 4 | 09-15-2018 07:32 PM |
رسب في مادة التعبير فتظلم | السحر الحلال | استراحة الأعضاء | 2 | 03-20-2017 11:06 AM |
كيف يتعلق قلب طفلك بالقرآن | شموخ | عالم الرجل والمرأة | 2 | 07-11-2013 11:58 AM |
أفضل وأجمل الطرق لتعلق قلب أبنك بالقرآن | ملكة الإحساس | نفحات إسلامية | 7 | 10-09-2012 07:12 PM |
الفرق بين السنة والعام والحول في القرآن الكريم | وسـام | ثقافة | 5 | 01-25-2012 11:21 AM |