04-04-2022, 12:08 PM | #1 |
| عضو متألق |
|
و في ذلك فليتنافس المتنافسون ...
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم - المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .================================= ======== {و في ذلك فليتنافس المتنافسون } المطففين . إن الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ، و لا يحسبون حساب اليوم الآخر ، و يكذبون بيوم الحساب و الجزاء ، و يرين على قلوبهم الإثم و المعصية .. إن هؤلاء إنما يتنافسون في مال أو متاع من متاع الأرض الزهيد ، يريد كل منهم أن يسبق إليه ، و أن يحصل على أكثر نصيب منه . و من ثم يظلم و يفجر و يأثم و يرتكب ما يرتكب في سبيل متاع من متاع الأرض الزائل . و ما في هذا العرض القريب الزهيد ينبغي التنافس . و السعي لعرض الدنيا يدع الأٍرض مستنقعا وبيئا تأكل فيه الديدان بعضها البعض ، أو تنهش فيه الهوام و الحشرات جلود الأبرار الطيبين . و الذين يتنافسون على شيء من أشياء الأرض مهما كبر و ارتفع و عظم ، إنما يتنافسون في حقير قليل فان قريب . و الدنيا لا تزن عند الله جناح بعوضة . ======== و لكن الآخرة ثقيلة في ميزانه ، فهي إذن حقيقة تستحق التنافس و المسابقة . و التنافس على نعيم الآخرة لا يدع الأرض خرابا كما يتصور بعض المنحرفين . إنما يجعل الإسلام الدنيا مزرعة الآخرة ، و يجعل القيام بخلافة الأرض بالعمار مع الصلاح و التقوى وظيفة المؤمن الحق على أن يتوجه بهذه الخلافة إلى الله ، و يجعل منها عبادة له تحقق غاية وجوده كما قررها الله – سبحانه – و هو يقول : " و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " . ======== إن عمر المرء في هذه العاجلة محدود ، وعمره في الآجلة لا يعلم نهايته إلا الله . و إن متاع هذه الأرض في ذاته محدود . و متاع الجنة لا تحده تصورات البشر . و إن مستوى النعيم ف ي هذه الدنيا معروف ، و مستوى النعيم هناك يليق بالخلود . فأين مجال من مجال ؟ .. و أين غاية من غاية ؟ حتى بحساب الربح و الخسارة فيما يعهد البشر من الحساب . ألا إن السباق إلى هناك .. و في ذلك فليتنافس المتنافسون . |
|
|
|