06-09-2020, 09:44 AM | #61 |
| عضو متألق |
|
======== 108 ======== جاء هذا القرآن الكريم ليخاطب الفطرة البشرية بمنطقها . نزله الذي خلق هذه الفطرة ، و الذي يعلم ما يصلح لها و ما يصلحها ، و يعلم كيف يخاطبها ، و يعرف مداخلها و مساربها جاء يعرض على هذه الفطرة الحقيقة المكنونة فيها من قبل ، و التي تعرفها قبل أن تخاطب بهذا القرآن ، لأنها قائمة عليها أصلاً في تكوينها الأول .. تلك هي حقيقة الاعتراف بوجود الخالق و توحيده ، و التوجه إليه وحده بالإنابة و العبادة مع موكب الوجود كله المتجه إلى خالقه بالحمد و التسبيح .. إنما تغشى على الفطرة غواش من دخان هذه الأرض ، و تغمرها غمرات من فورة اللحم و الدم . هنا يجيء هذا القرآن ليخاطب الفطرة بمنطقها التي تعرفه ، و يعرض عليها الحقيقة التي غفلت عنها بالأسلوب الذي تألفه ، و يقيم على أساس هذه الحقيقة منهاج الحياة كله ، مستقيماً مع العقيدة ، مستقيماً مع الفطرة ، مستقيماً على الطريق إلى الخالق الواحد المدبر الخبير . ======== 109 ======== هذا القرآن الحكيم . أو آياته ، هدى و رحمة للمحسنين . فهذه حاله الأصيلة الدائمة .. أن يكون هدى و رحمة للمحسنين . هدى يهديهم إلى الطريق الواصل الذي لا يضل سالكوه . و رحمة بما يسكبه الهدى في القلب من راحة و طمأنينة و قرار و ما يقود إليه من كسب و خير و فلاح ، و ما يعقده من الصلات والروابط بين قلوب المهتدين به .. ثم بين هذه القلوب و نواميس الكون الذي تعيش فيه ، و القيم و الأحوال والأحداث التي تتعارف عليها القلوب المهتدية ، و تتعارف الفطر التي لا تزيغ . |
|
06-16-2020, 09:56 AM | #62 |
| عضو متألق |
|
======== 110 ======== و ما من شك أن هذا القرآن جاء رحمة للعالمين . رحمة لمن آمنوا به و اتبعوه ورحمة كذلك لغيرهم . لا من الناس وحدهم ، و لكن للأحياء جميعاً . فقد سن منهجاً و رسم خطة تقوم على الخير للجميع . و أثر في حياة البشرية ، و تصوراتها ، و مدركاتها ، و خط سيرها ، و لم يقتصر في هذا على المؤمنين به إنما كان ُتأثيره عالمياً و مطرداً مند أن جاء للعالمين . و الذين يتتبعون التاريخ البشري بإنصاف و دقة ، و يتتبعونه في معناه الإنساني العام ، الشامل لجميع أوجه النشاط الإنساني يدركون هذه الحقيقة ، و يطمئنون إليها . و كثيرون منهم قد سجلوا هذا و اعترفوا به في وضوح . و قام هذا القرآن يؤدي وظيفته . " بشيراً و نذيراً " يبشر المؤمنين العاملين ، و ينذر المكذبين المسيئين .. و يبين أسباب البشرى و أسباب الإنذار بأسلوبه العربي المبين لقوم لغتهم العربية . و لكن أكثرهم مع هذا لم يقبل و يستجيب . ======== 111 ======== و المتدبر لهذا القرآن يجد فيه ذلك الحق الذي نزل به ، و الذي نزل ليقره . يجده في روحه ، ويجده في نصه ، و يجده في بساطة و يسر . حقاً مطمئناً فطرياً ، يخاطب أعماق الفطرة ، و يطبعها و يؤثر فيها التأثير العجيب . و هو " تنزيل من حكيم حميد " .. و الحكمة ظاهرة في بنائه ، و في توجيهه ، و في طريقة نزوله و في علاجه للقلب البشري من أقصر طريق . و الله الذي نزله خليق بالحمد . و في القرآن ما يستجيش القلب لحمده الكثير . هذا القرآن هدى للمؤمنين و شفاء ، فقلوب المؤمنين هي التي تدرك طبيعته و حقيقته ، فتهتدي به و تشتفي . فأما الذين لا يؤمنون فقلوبهم مطموسة لا تخالطها بشاشة هذا القرآن ، فهو وقر في آذانهم و عمىً قي قلوبهم . و هم لا يتبينون شيئاً لأنهم بعيدون جداً عن طبيعة هذا القرآن و هواتفه . فناس يفعل هذا القرآن في نفوسهم فينشئها إنشاء ، و يحييها إحياء ، و يصنع بها و منها العظائم في ذاتها و فيما حولها . و ناس يثقل هذا القرآن على آذانهم و على قلوبهم ، ولا يزيدهم إلا صماً و عمى . و ما تغير القرآن . و لكن تغيرت القلوب . و صدق الله العظيم . |
|
06-25-2020, 09:45 AM | #63 |
| عضو متألق |
|
======== 112 ========
" القرآن الحكيم " و الحكمة صفة العاقل . و التعبير على هذا النحو يخلع على القرآن صفة الحياة و القصد و الإرادة . و هي من مقتضيات أن يكون حكيما . و مع أن هذا مجاز إلا أنه يصور حقيقة و يقربها . فإن لهذا القرآن لروحاً ، و إن له لصفات الحي الذي يعاطفك و تعاطفه حين تصفي له قلبك و تصغي له روحك .. و إنك لتطلع منه على دخائل و أسرار كلما فتحت له قلبك و خلصت له بروحك .. و إنك لتشتاق منه إلى ملامح و سمات كما تشتاق إلى ملامح الصديق و سماته حين تصاحبه فترة و تأنس به و تستروح ظلاله .. و لقد كان رسول الله – صلى الله عليه و سلم – يحب أن يسمع تلاوة القرآن من غيره كما يقف الحبيب و ينصت لسيرة الحبيب و القرآن حكيم . يخاطب كل أحد بما يدخل في طوقه ، و يضرب على الوتر الحساس في قلبه ، و يخاطبه بقدر ، و يخاطبه بالحكمة التي تصلحه و توجهه . و القرآن حكيم . يربي بحكمة ، وفق منهج عقلي و نفسي مستقيم . منهج يطلق طاقات البشر كلها مع توجيهها الوجه الصالح القويم و يقرر للحياة نظاماً كذلك يسمح بكل نشاط بشري في حدود ذلك المنهج الحكيم . ======== 113 ======== المحسنون هم الذين يكون القرآن لهم هدى و رحمة لأنهم بما في قلوبهم من تفتح و شفافية يجدون في صحبة هذا القرآن راحة و طمأنينة .. و يتصلون بما في طبيعته من هدى و نور ، و يدركون مراميه و أهدافه الحكيمة .. و تصطلح نفوسهم عليه ، و تحس بالتوافق و التناسق و وحدة الاتجاه ، و وضوح الطريق . و إن هذا القرآن ليعطي كل قلب بمقدار ما في هذا القلب من حساسية و تفتح و إشراق ، و بقدر ما يقبل عليه في حب و تطلع و إعزاز . إنه كائن حي يعاطف القلوب الصديقة ، و يجاوب المشاعر المتوجهة إليه بالرفرفة و الحنين . |
|
07-01-2020, 10:00 AM | #64 |
| عضو متألق |
|
======== 114 ========
و تدبر القرآن يزيل الغشاوة ، و يفتح النوافذ ، و يسكب النور ، و يحرك المشاعر ، و يستجيش القلوب ، و يخلص الضمير . و ينشئ حياة للروح تنبض بها و تشرق و تستنير . " أم على قلوب أقفالها ؟ " فهي تحول بينها و بين القرآن و بينها و بين النور . فإن استغلاق قلوبهم كاستغلاق الأقفال التي لا تسمح بالهواء و النور و من النصوص و التوجيهات القرآنية يتجلى كيف كانت نفوس المسلمين الصادقين تتلقى آيات هذا القرآن ؟ كيف تهتز لها و تضطرب ، و كيف ترتجف منها و تخاف ، و أن كيف تحذر أن تقع تحت طائلتها ، و كيف تتحرى أن تكون وفقها و أن تطابق أنفسها عليها .. و بهذه الحساسية في تلقي كلمات الله كان المسلمون مسلمين من ذلك الطراز . ======== 115 ======== و الذي يقرأ هذا القرآن – و هو مستحضر في ذهنه لأحداث السيرة – يشعر بالقوة الغالبة و السلطان البالغ الذي كان هذا القرآن يواجه به النفوس في مكة و يروضها حتى تسلس قيادها راغبة مختارة . و يرى أنه كان يواجه النفوس بأساليب متنوعة تنوعاً عجيباً .. __ تارة يواجهها بما يشبه الطوفان الغامر من الدلائل الموحية و المؤثرات الجارفة . __ و تارة بما يشبه الهراسة الساحقة التي لا يثبت لها شيء مما هو راسخ في كيانها من التصورات و الرواسب . __ و تارة بما يشبه السياط اللاذعة تلهب الحس فلا يطيق وقعها و لا يصبر على لذعها . __ و تارة بما يشبه المناجاة الحبيبة ، و المسارة الودود ، التي تهفو لها المشاعر و تأنس لها القلوب . __ و تارة بالهول المرعب ، و الصرخة المفزعة التي تفتح الأعين على الخطر الداهم القريب . __ و تارة بالحقيقة في بساطة و نصاعة لا تدع مجالا للتلفت عنها و لا الجدال فيها . __ و تارة الرجاء الصبوح والأمل الندي الذي يهتف لها و يناجيها . __ و تارة يتخلل مساربها و دروبها و منحنياتها فيلقي عليها الأضواء التي تكشفها لذاتها فترى ما يجري في داخلها رأي العين ، و تخجل من بعضه ، وتكره بعضه ، و تتيقظ لحركاتها و انفعالاتها التي كانت غافلة عنها .. و مئات من اللمسات ، و مئات من الهتافات ، و مئات من المؤثرات .. يطلع عليها قارئ القرآن وهو يتبع تلك المعركة الطويلة ، وذلك العلاج البطيء . و يرى كيف انتصر القرآن على الجاهلية في تلك النفوس العصية العنيدة . |
|
07-05-2020, 12:03 AM | #65 |
|
ومهما تقرأه وتتبدره ستشعر بأنك تقرأه لاول مرة
و هذا سر إعجازه تجدده موضوع متكامل جعله الله في ميزان حسناتك أيها الأمين |
|
07-07-2020, 10:06 AM | #66 |
| عضو متألق |
|
======== 116 ========
و لقد وضع هذا القرآن أصول المنهج الدائم لحياة إنسانية متجددة . و ترك للبشرية أن تستنبط الأحكام الجزئية التي تحتاج إليها ارتباطات حياتها النامية المتجددة ، و استنباط وسائل تنفيذها كذلك بحسب ظروف الحياة و ملابساتها ، دون اصطدام بأصول المنهج الدائم . و كفل للعقل البشري حرية العمل ، بكفالة حقه في التفكير ، و بكفالة مجتمع يسمح لهذا العقل بالتفكير . ثم ترك له الحرية في دائرة الأصول المنهجية التي وضعها لحياة البشر ، كما تنمو و ترقى و تصل إلى الكمال المقدر لحياة الناس في هذه الأرض . ======== 117 ======== يهدي إلى صراط العزيز الحميد : __ بما فيه من نظم و تشريعات مستقيمة مع فطرة الإنسان و ظروف حياته و معاشه الأصيلة متناسقة مع القوانين الكلية التي تحكم بقية الأحياء و سائر الخلائق ، فلا يشذ عنها الإنسان بنظمه و تشريعاته . و هو أمة من هذه الأمم في نطاق هذا الكون الكبير . __ بما ينشئه في إدراك المؤمن من تصور للوجود و روابطه و علاقاته و قيمه ، و مكان هذا الإنسان منه ، و دوره فيه ، و تعاون أجزاء هذا الكون من حوله – و هو معها – قي تحقيق مشيئة الله و حكمته في خلقه ، و تناسق حركات الجميع و توافقها في الاتجاه إلى بارئ الوجود . __ بتصحيح منهج التفكير ، و إقامته على أسس سليمة متفقة مع الإيقاعات الكونية على الفطرة البشرية ، بحيث يؤدي هذا المنهج بالفكر البشري إلى إدراك طبيعة هذا الكون و خواصه وقوانينه ، و الاستعانة بها ، و التجاوب معها بلا عداء و لا اصطدام و لا تعويق . __ بمنهجه التربوي الذي يعد الفرد للتجاوب و التناسق مع الجماعة البشرية . و يعد الجماعة البشرية للتجاوب و التناسق – أفرادا و جماعات – مع مجموعة الخلائق التي تعمر هذا الكون . و يعد هذه الخلائق كلها للتجاوب و التناسق مع طبيعة الكون الذي تعيش فيه . كل ذلك في بساطة و يسر و لين . إن هذا القرآن هو الدليل إلى هذا الصراط . الدليل الذي وضعه خالق الإنسان وخالق الصراط ، العارف بطبيعة هذا و ذاك . |
|
08-19-2020, 10:16 AM | #67 |
| عضو متألق |
|
======== 118 ========
إن القرآن - و هو ينشيء هذه الأمة و ينشئها – و هو يخرجها إلى الوجود إخراجاً . كما قال الله تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس } إن القرآن وهو ينشيء هذه الأمة من حيث لم تكن ، و ينشئها لتصبح أمة فريدة في تاريخ البشر .. فقد كانت - على التحقيق – إنشاء وتنشئة ، كانت ميلاداً جديداً للأمة ، بل ميلاداً جديداً " للإنسان " في صورة جديدة .. و لم تكن مرحلة في طريق النشأة ، و لا خطوة في سبيل التطور و لا حتى وثبة من وثبات النهضة .. إنما كانت – على وجه التحديد – " نشأة " و " ميلاداً " للأمة العربية و للإنسان كله . فبسبب من هذا القرآن ذكرت هذه الأمة في الأرض ، و كان لها دورها في التاريخ ، و كان لها " وجود إنساني " ابتداء ، و حضارة عالمية ثانياً. إن القرآن حين كان ينشئ هذه الأمة و ينشئها .. و يخطط و يثبت ملامح الإسلام الجديدة في الجماعة المسلمة – التي التقطها من سفح الجاهلية – و يطمس و يمحو ملامح الجاهلية في حياتها و نفوسها و رواسبها ، و ينظم مجتمعها .. حين كان القرآن يصنع ذلك كله .. كان يبدأ فيقيم للجماعة المسلمة تصورها الصحيح ببيان شرط الإيمان و حدّ الإسلام .. و يربط بهذا التصور – قي هذه النقطة بذات – نظامها الأساسي الذي يميز وجودها من وجود الجاهلية حولها ، و يفردها بخصائص الأمة التي أخرجت للناس ، لتبين للناس ، و تقودهم إلى الله .. نظامها الرباني . |
|
09-14-2020, 10:22 AM | #68 |
| عضو متألق |
|
======== 119 ========
على أن محاولة النضر بن الحارث أن يلهي الناس عن هذا القرآن بشيء آخر يخدعهم به عنه لم تكن هي المحاولة الأخيرة و للن تكون .. لقد تكررت في صور شتى و سوف تتكرر .. لقد حاول أعداء هذا الدين دائما أن يصرفوا الناس نهائيا عن هذا القرآن . فلما عجزوا حولوه إلى تراتيل يترنم بها القراء و يطرب لها المستمعون ، و حولوه إلى تمائم و تعاويذ يضعها الناس في جيوبهم و في صدورهم و تحت وسائدهم .. و يفهمون أنهم مسلمون ، ويظنون أنهم أدوا حق هذا القرآن . و لكن العجيب في شأن هذا القرآن أنه – على طول الكيد و تعقده و تطوره و ترقيه – ما يزال يغلب . إن لهذا القرآن من الخصائص العجيبة ، و السلطان القاهر على الفطرة ، ما يغلب به كيد الجاهلية في الأرض كلها و كيد الشياطين من اليهود و الصليبيين ، وكيد الأجهزة العالمية التي يقيمها اليهود و الصليبيون في كل أرض و في كل حين . إن هذا القرآن ما يزال يلوي أعناق أعدائه في الأرض كلها ليجعلوه مادة إذاعية في جميع محطات العالم الإذاعية ، بحيث يذيعه – على السواء – اليهود و يذيعه الصليبيون ، و يذيعه عملاؤهم المتسترون تحت أسماء المسلمين . و حقيقة إنهم يذيعونه بعد أن نجحوا في تحويله في نفوس الناس " المسلمين " إلى مجرد أنغام و تراتيل ، و بعد أن أبعدوه حتى في خاطر الناس .. المسلمين ، من أن يكون مصدر التوجيه للحياة ، و أقاموا مصادر غيره للتوجيه في جميع الشؤون . و لكن هذا القرآن ما يزال يعمل من وراء هذا الكيد ، و سيظل يعمل .. و ما تزال في أنحاء الأرض عصبة مسلمة تتجمع على جدية هذا القرآن و تتخذه وحده مصدر التوجيه ، و هي ترتقب وعد الله لها بالنصر و التمكين .. من وراء الكيد و السحق و القتل و التشريد . و ما كان مرة لا بد أن سيكون . |
|
09-22-2020, 10:15 AM | #69 |
| عضو متألق |
|
======== 120 ========
القرآن لا يعود مجرد كلام يتلى للبركة . و لكنه ينتفض حيا يتنزل على الجماعة المسلمة المتحركة لتتحرك به ، و تتابع توجيهاته ، و تتوقع موعود الله فيه . هذا القرآن لا يتفتح عن أسراره إلا للعصبة المسلمة التي تتحرك به ، لتحقيق مدلوله في عالم الواقع . لا لمن يقرأونه لمجرد التبرك ، و لا لمن يقرأونه لمجرد الدراسة الفنية أو العلمية ، و لا لمن يدرسونه لمجرد تتبع الأداء البياني فيه . إن هؤلاء جميعا لن يدركوا من هذا القرآن شيئا يذكر . فإن هذا القرآن لم يتنزل ليكون مادة دراسة على هذا النحو ، إنما تنزل ليكون مادة حركة و توجيه . إن الذين يواجهون الجاهلية الطاغية بالإسلام الحنيف و الذين يجاهدون البشرية الضالة لردها إلى الإسلام من جديد ، و الذين يكافحون الطاغوت في الأرض ليخرجوا الناس من العبودية للعباد إلى العبودية لله وحده .. إن هؤلاء وحدهم هم الذين يفقهون هذا القرآن ، لأنهم يعيشون في نفس مثل الجو الذي نزل فيه .. و يحاولون المحاولة التي كان يحاولها من تنزل عليهم أول مرة ، و يتذوقون في أثناء الحركة و الجهاد ما تعنيه نصوصه لأنهم يجدون هذه المعاني ممثلة في أحداث و وقائع . |
|
09-28-2020, 10:06 AM | #70 |
| عضو متألق |
|
======== 121 ========
و الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم تمهيد للجو الذي يتلى فيه القرآن ، و تطهير له من الوسوسة و اتجاه بالمشاعر إلى الله خالصة لا يشغلها شاغل من عالم الرجس و الشر الذي يمثله الشيطان . فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم .. إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا و على ربهم يتوكلون ، لا يملك الشيطان أن يسيطر عليهم مهما وسوس لهم فإن صلتهم بالله تعصمهم أن ينساقوا معه .. إنما سلطانه على الذين يتولونه أولئك الذين يجعلونه وليهم و يستسلمون له بشهواتهم و نزاوتهم . ======== 122 ======== إن الناس لا يدركون وظيفة هذا القرآن . لا يدركون أنه جاء لإنشاء مجتمع عالمي إنساني ، و بناء أمة تقود هذا المجتمع العالمي . و أنه الرسالة الأخيرة التي ليست بعدها من السماء رسالة ، و أن الله الذي خلق البشر عليم بما يصلح لهم من المبادئ و الشرائع . و من ثم لا يدركون حكمة تبديل آية مكان آية في حياة الرسول – صلى الله عليه و سلم – فحسبوها افتراء منه و هو الصادق الأمين الذي لم يعهدوا عليه كذبا قط . نزله روح القدس من ربك بالحق .. لا يلتبس به الباطل .. ليثبت الذين آمنوا ، الموصولة قلوبهم بالله ، فهي تدرك أنه من عند الله . |
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هذا هو الإسلام ... يتبع . | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 45 | 11-22-2022 12:23 PM |
علم القرآن .... | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 3 | 05-31-2020 05:57 AM |
لقد جاء هذا القرآن ... | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 0 | 04-02-2020 08:54 AM |
من هو المحروم ؟ ... يتبع | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 16 | 10-04-2018 12:40 PM |
إعجازات القرآن | مجبورة | نفحات إسلامية | 4 | 05-14-2017 08:39 AM |