03-07-2021, 11:24 AM | #81 |
| عضو متألق |
|
======== 133 ========
القرآن يجعل الكون الكبير و مشاهده العظيمة هي برهانه و حجته و هي مجال النظر و التدبر للحق الذي جاء به و يقف القلب أمام هذا الكون وقفة المتفكر المتدبر ، اليقظ لعجائبه ، الشاعر بيد الصانع و قدرته ، المدرك لنواميسه الهائلة ، بلفتة هادئة يسيرة لا تحتاج إلى علم شاق عسير إنما تحتاج إلى حس يقظ و قلب بصير |
|
04-11-2021, 11:53 AM | #82 |
| عضو متألق |
|
======== 134 ========
القرآن : النعمة الكبرى التي تتجلى فيها رحمة الرحمن بالإنسان . الترجمة الصادقة الكاملة لنواميس هذا الوجود . و منهج السماء للأرض الذي يصل أهلها بناموس الوجود ، و يقيم عقيدتهم و تصوراتهم و موازينهم و قيمهم و نظمهم و أحوالهم على الأساس الثابت الذي يقوم عليه الوجود . فيمنحهم اليسر و الطمأنينة و التفاهم و التجاوب مع الناموس . القرآن الذي يفتح حواسهم و مشاعرهم على هذا الكون الجميل ، كأنما يطالعهم أول مرة ، فيجدد إحساسهم بوجودهم الذاتي ، كما يجدد إحساسهم باكون من حولهم . القرآن الذي يقر في أخلادهم أنهم خلفاء في الأرض ، أنهم كرام على الله ، و أنهم حملة الأمانة التي أشفقت منها السماوات و الأرض و الجبال . |
|
05-02-2021, 10:24 AM | #83 |
| عضو متألق |
|
======== 135 ========
القرآن لا يفتأ يذكر البشر بالمعركة الخالدة بينهم و بين الشيطان منذ أبيهم آدم .. و منذ المعركة الأولى في الجنة . و أغفل الغافلين من يعلم أن له عدوا يقف له بالمرصاد ، عن عمد و قصد ، و سابق إنذار و إصرار ثم لا يأخذ حذره .. ثم يزيد فيصبح تابعا لهذا العدو الصريح . و أكبر هدف للإنسان على الأرض أن ينتصر على عدوه الشيطان ، فينتصر على الشر و الخبث و الرجس .. و يثبت في الأرض قوائم الخير و النصح و الطهر . |
|
05-16-2021, 10:39 AM | #84 |
| عضو متألق |
|
======== 136 ========
القرآن . ذلك الكتاب لا ريب فيه .. هدى للمتقين . الهدى حقيقته ، و الهدى طبيعته ، و الهدى كيانه ، و الهدى ماهيته .. و لكن لمن ؟ لمن يكون ذلك القرآن هدى و نورا و دليلا ناصحا ؟ للمتقين . فالتقوى في القلب هي التي تأهله للانتفاع بهذا القرآن .. هي التي تفتح مغاليق القلب له فيدخل و يؤدي دوره هناك .. هي التي تهيء لهذا القلب أن يلتقط و أن يتلقى و أن يستجيب . لا بد لمن يريد أن يجد الهدى في القرآن أن يجيء إليه بقلب سليم ، بقلب خالص . ثم أن يجيء إليه بقلب يخشى و يتوقى ، و يحذر أن يكون على ضلالة أو أن تستهويه ضلالة .. و عندئذ يتفتح القرآن عن أسراره و أنواره ، و يسكبها في هذا القلب الذي جاء إليه متقيا ، خائفا ، حساسا ، مهيأ للتلقي . |
|
06-19-2021, 10:59 AM | #85 |
| عضو متألق |
|
======== 137 ======== و لقد تولى القرآن الكريم تصحيح عقائد أهل الكتاب التي جاء فوجدها مليئة بالتحريفات مشحونة بالأساطير .. كما تولى تصحيح عقائد المشركين ، المتخلفة عن بقايا الحنيفية دين إبراهيم – عليه السلام – في الجزيرة العربية و من ركام فوقها من أساطير البشر و ترهات الجاهلية . لا بل جاء القرآن ليتولى تصحيح العقيدة في الله للبشر أجمعين .. و ينقذها من كل انحراف و كل اختلال ، و كل غلو ، و كل تفريط فصحح – فيما صحح – اختلالات تصور التوحيد في آراء أرسطو في أثينا قبل الميلاد ، و أفلوطين في الإسكندرية بعد الميلاد ، و ما بينهما و ما تلاهما من شتى التصورات في شتى الفلسفات التي كانت تخبط في التيه ، معتمدة على ذبالة العقل البشري الذي لا بد أن تعينه الرسالة ليهتدي في هذا التيه . |
|
07-19-2021, 09:49 AM | #86 |
| عضو متألق |
|
======== 138 ======== لقد كان القرآن الكريم يعمل في قيادة المجتمع المسلم .. و في توجيهه .. و في توعيته .. و في إعداده لمهمته الضخمة .. و لن يفهم هذا القرآن إلا و هو يدرس في مجاله الحركي الهائل و لن يفهمه إلا أناس يتحركون به . لقد جاء هذا القرآن بالموعظة " من ربكم " فليس هو كتاب مفترى ، و ليس ما فيه من عند بشر . جاءتكم الموعظة لتحيي قلوبكم ، و تشفي فصدوركم ، من الخرافة التي تملؤها ، و الشك الذي يسيطر عليها ، و الزيغ الذي يمرضها ، و القلق الذي يحيرها . جاءت لتفيض عليها البرء و العافية و اليقين و الاطمئنان و السلام مع الإيمان . وهي لمن يرزق الإيمان هدى إلى الطريق الواصل ، و رحمة من الضلال و العذاب . |
|
08-02-2021, 09:14 AM | #87 |
| عضو متألق |
|
======== 139 ========
فالقرآن ميسر للذكر ، لا تتجاوز تكاليفه طاقة البشر ، و لا يكلف الإنسان إلا ما في وسعه ، و لا يفرض عليه إلا ما في طوقه .. و التعبد به في حدود الطاقة نعمة لا شقوة ، و فرصة للاتصال بالملأ الأعلى ، و استعداد القوة و الطمأنينة ، و الشعور بالرضى و الأنس و الوصول . و الذي نزل القرآن من الملأ الأعلى ، و خلق الأرض و السماوات العلى هو الرحمن . فالقرآن ظاهرة كونية كالأرض و السماوات . تنزلت من الملأ الأعلى . فما نزله على عبده ليشقى . |
|
09-04-2021, 09:25 AM | #88 |
| عضو متألق |
|
======== 140 ======== هذا القرآن هدى للمؤمنين و شفاء . فقلوب المؤمنين هي التي تدرك طبيعته و حقيقته ، فتهتدي به و تشتفي . فأما الذين لا يؤمنون فقلوبهم مطموسة لا تخالطها بشاشة هذا القرآن ، فهو وقر في آذانهم و عمى في قلوبهم . و هم لا يتبينون شيئا لأنهم بعيدون جدا عن طبيعة هذا القرآن . فناس يفعل هذا القرآن في نفوسهم فينشئها إنشاء ، و يحييها إحياء ، و يصنع بها و منها العظائم في ذاتها و فيما حولها .. و ناس يثقل القرآن على آذانهم و على قلوبهم و لا يزيدهم إلا صمما و عمى . و ما تغير القرآن . و لكن تغيرت القلوب . و صدق الله العظيم . |
|
10-03-2021, 10:16 AM | #89 |
| عضو متألق |
|
======== 141 ========
إن الطريق الأمثل في فهم القرآن و تفسيره ، و في التصور الإسلامي و تكوينه .. أن ينفض الإنسان من ذهنه كل تصور سابق ، و أن يواجه القرآن بغير مقررات تصورية أو عقلية أو شعورية سابقة ، و أن يبني مقرراته كلها حسبما يصور القرآن و الحديث حقائق هذا الوجود . و من ثم لا يحاكم القرآن والحديث لغير القرآن . و لا ينفي شيئا يثبته القرآن و لا يؤوله ، و لا يثبت شيئا ينفيه القرآن أو يبطله . |
|
10-14-2021, 09:37 AM | #90 |
| عضو متألق |
|
======== 142 ========
لقد أنشأ هذا القرآن للبشرية تصورا جديدا عن الوجود و الحياة و القيم و النظم .. كما حقق لها واقعا اجتماعيا فريدا ، كان يعز على خيالها تصوره مجرد تصور ، قبل أن ينشئه لها القرآن إنشاء .. نعم لقد كان هذا الواقع من النظافة و الجمال ، و العظمة و الارتفاع ، و البساطة و اليسر ، و الواقعية و الايجابية ، و التوازن و التناسق .. بحيث لا يخطر للبشرية على بال ، لولا أن الله أراده لها ، و حققه في حياتها في .. ظلال القرآن .. و منهج القرآن .. و شريعة القرآن . |
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هذا هو الإسلام ... يتبع . | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 45 | 11-22-2022 12:23 PM |
علم القرآن .... | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 3 | 05-31-2020 05:57 AM |
لقد جاء هذا القرآن ... | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 0 | 04-02-2020 08:54 AM |
من هو المحروم ؟ ... يتبع | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 16 | 10-04-2018 12:40 PM |
إعجازات القرآن | مجبورة | نفحات إسلامية | 4 | 05-14-2017 08:39 AM |